الوعود الإلهية وهذا الكلام عن المؤمنين وهذا الخطاب بالمؤمنين وهذه التقريرات الكونية السنية كيف تجري في الحياة، كلها بمعاني باطلة في الذهن، يحتاج إلى جلساتٍ هادئةٍ هادئة، طويلاً، لتكتشف إلى عمق الإجرام في قلبك ..
ستكتشفون أنكم مرجئة! - مع الإعتذار - وستكتشفون أنكم جبرية!، - تشتمونها! - ومع ذلك .. ، سنكتشف مع بعضنا البعض، عمق هذا الأثر، لأنه تاريخ، وموجود في الكتب، ونشأنا عليه، حتّى نحتاج إلى مدة طويلة بعد أن يتوضح في أفكارنا، يحتاج إلى مدة طويلة ليسْلَب من نفوسنا، وأن - علوقه - علوق سُرعان الفكر التي تقفز إلى الذهن، مع ورود كلمةٍ ما، يحتاج إلى مدة طويلةٍ، لتسبق كلمة الحق أو ليسبق معنى الحق معنى الباطل.
*هذه المقدمة، أظن انكم سرتم معنا خطوة خطوة فيها، لنبدأ بعد ذلك في موضوعنا"مُسمَّى الإيمان". نحن دورتنا في"مسمى الإيمان"و"الحكم على المعين"، لأنّا سنرى أنه لاتلازُمَ مطلقٍ بين حقيقة الإيمان وما بين الحكم على الرجل بالإيمان، واضح؟ مثلاً، أننا نحكم على الرجل بأنه مؤمن وقد يكون في الحقيقة أنه منافقاً، فلا تلازم مطلق بين الحكم على المعين بالإيمان، وما بين وجود حقيقة الإيمان عنده.
فنحن دورتنا في"مسمى الإيمان"و"الحكم على المعين"، يعني كيف نحكم عليه - أي علي المعين - أنه مسلم، كيف نحكم عليه أنه مؤمن، كيف نحكم عليه أنه كافر، كيف نحكم عليه أنه منافق .. ، ثم نتحدث عن الحكم على الطائفة .. ، لماذا جعلنا حكم الطائفة مع بحثنا في الحكم على المعين؟ لأنه في ذهن المسلمين، يتعامَل مع المسلم باعتباره مسلماً، لكن لايتعامل مع الإنسان بإعتباره في جماعةٍ ما .. ، لأن وجود الإنسان في جماعةٍ له حكمٌ يختلف من وجوده منفرداً، وستكتشفون أنه مَرَّات، لتُطْلَق على جماعةٍ حكماً شرعياً، ولايستلزم الحكم على أفرادها، فالحكم على المعين يستلزم بيان حكم الجماعة، لأن الأحكام المتعلقة بالجماعة لها مناطات أخرى غير مناطات الحكم على المعين ..
هذه هي دورتنا معكم وهذه هي إفتتاحيتنا معكم، شديداً نوعاً ما .. ، أضحك بعضكم نوعاً ما .. ، لكنها حقيقة نوعاً ما ..
جزاكم الله خيراً وبارك الله فيكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
نحن كما قلنا دورتنا في موضوعٍ وهو"مسمى الإيمان"أو بمعنى آخر"الإيمان عند أهل السنة والجماعة"..
لِلذكر إخواني: فما هو مُسمَّى الشيء؟ مُسمَّى الشيء هو حقيقته، - مثلاً -"الكرسى"هو اسمٌ لشيء معين، فما هو هذا الشيء؟ هذا هو الكرسي. فمُسمَّى الشيء، حقيقة الشيء.
الإيمان، اسمٌ لشيء معين، ما هو هذا الشيء؟ ما هو حقيقته؟ فمسمى الشيء هو حقيقة الشيء. بخلاف الإسم، فإن الإسم قد يكون هو حقيقة الشيء، وقديكون لفظاً دالّاً على حقيقة الشيء، الإسم يطلق مرةً على حقيقة الشيء ومرةً يدل على لفظٍ دالٍ على حقيقة الشيء، لما قال الله عزوجل: (سبح اسم ربك الأعلي) . ما المقصود بالإسم هنا؟ هو الله عزوجل - أي: