فهرس الكتاب
الصفحة 25 من 224

سبح الله، سبح ذات الله -، إذن المقصود بالإسم هنا ليس لفظ الدال على الله سبحانه وتعالي، ولكن يدل على ذات الله {سبحانه وتعالي} ، أي على مسمى الله عزوجل وهو ذاته سبحانه وتعالي ..

لكن أنت عندما أقول لك: «أكتب إسم فلان، او انطلق إسم فلان» ، فإنك تنطق لفظاً أو تكتب حرفاً، فتقول"خالد"، هذا اسم الخالد، هل هو حقيقة الخالد؟ لا ..

هل الإسم هو المسمي؟ [1]

هذا بحث من أبحاث المتكلمين، ليس هذا وقت الكلام عليه، لكن للذكر أن الإسم عند أهل السنة والجماعة ليس هو ذات الشيء، ولا هو أمر خارج عن الشيء، هو لفظ دال على حقيقة الشيء لكن مرَّات يطلق الإسم على حقيقة الشيء كما قال سبحانه وتعالي: {سبح اسم ربك الأعلي} ، واضح؟ فهنا المقصود {سبح ربك الأعلي} وهو الله سبحانه وتعالي، لانريد أن نخوض في هذه المسائل ولكن للذكر، مَن الذي نريده؟ نريد أن نبحث عن حقيقة الإيمان، وليس اسم الإيمان، فاسم الإيمان لا نريد أن نَتعرَّف على إشتقاقه اللغوى ولانريد أن نتعرف على حروفه وعلى إجتماع ألفاظه، بل نريد أن نتعرف ما هو الشيء الذي إذا وجد أُطلق عليه إسم الإيمان. فمسمى الشيء هو حقيقة الشيء ..

الآن نحن نريد أن نتكلم عن مفهوم وارد لدينا، وهو لفظ"السنة والجماعة". نريد أن نعرف من هم أهل السنة والجماعة؟ ولماذا اشتق منه هذا الشعار؟ من أين جاء شعار"أهل السنة والجماعة"؟

-للذكر - أنه لا يوجد - لا في آية قرآنية، ولا في حديث نبوى -، ذكر كلمة {السنة والجماعة} ، لا يوجد. فهذاالشعار، شعار متأخر، رُفع - هذا الشعار - للدلالة على أمور إعتقادية وطريقة عمل ومنهج سلوك، إذا اتبعه المرء استحق أن يدخل في جماعة (أهل السنة والجماعة) .

الآن، السؤال: مادام أن هذا اللفظ لم يرد لا في الكتاب ولا في السنة، فمِن أين أُتِى بهذا اللفظ"السنة والجماعة"؟

الفِرَق كثيرة، سنتكلم عن أهمها في درسنا هذا ودروس القادمة، لكن الآن نريد أن نعرف من أين جاء اسم"أهل السنة والجماعة"وما هو حقيقة هذا الشعار وهذا الإسم؟

تعلمون أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تفترق أمتى على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة» ؛ قيل وما هي يا رسول الله؟ قال: «ما أنا عليه اليوم وأصحابي» .

هذا لفظ الترمذي وهو عند الحاكم كذلك ورواه الآخرون بهذا اللفظ. [2]

(1) راجع شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز الحنفي رحمه الله (1/ 102) وقاعدة في الإسم والمسمي للإمام ابن تيمية رحمه الله ضمن مجموع الفتاوي (6/ 205 و 206) وبدائع الفوائد لابن القيم رحمه الله (1/ 19 و 20) .

(2) المستدرک للحاکم 444 - سنن الترمذي (2641) و (2640) وقال: حسن صحيح .. قال الإمام السخاوي رحمه الله في المقاصد الحسنة:"حسن صحيح وروي عن أبي هريرة وسعد وابن عمر وانس وجابر وغيرهم". اه. وأخرجه: أبوداوود في السنن (4598-4599) وأحمد في المسند (9) (124) ، وابن ماجة في السنن (3992 - 3993) والآجري في الشريعة (27) وابن أبي العاصم في السنة (53 و 54) وغيرهم. وأورده الشيخ"محمد جعفر الکتاني"في کتابه"النظم المتنأثر من الحديث المتواتر"وعدة من الأحاديث المتواترة .. وصححه الألباني والأرناؤوط والآخرون. وللتفصيل المزيد راجع کتاب (المفصل في تخريج حديث افتراق الأمة) للباحث: علي بن نايف الشحود.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام