الآن نأتي إلى قول (اللقاني) :"وكل نص للحدوث دلّا إحمل على اللفظ الذي قد دلّا"، ما معنى هذا الكلام؟
جاء بعضهم وقالوا، القرآن فيه عبارات تدل على حدوث الألفاظ. تدل على أنها حدثت بعد أن لم تكن، أي: أن الله تكلمها ولم يكن تكلمها سابقاً. مثل قوله تعالي: (ولما جاء موسى لميقاتنا .. قال إنك لم تراني .. ) [1] الآية، لما قال:"ياموسى"، هذا حدث في وقتٍ، ففيه دلالة على الحدوث.
هنا، قال اللقاني:"وكل نص في القرآن دال على حدوث القرآن، فاحمله على اللفظ الحادث المخلوق". أي أنه ليس محمولاً على القرآن. بمعني: القرآن الذي كلام الله هو المعني، ولكن اللفظ والحروف، مخلوقة، فتلك عبارات محمول على اللفظ والحروف ..
أُعيدها: نحن أهل السنة عندنا القرآن، حادث، بمعنى أن له أولاً، يعني أن الله تعالى تكلم به ولم يكن قدتكلم به،، فلمّا شاء ربُّك تكلم، يتكلم الرب سبحانه إذا شاء بما شاء كيف شاء. لا ندري الكيف، ولكن نعلم أن الرب سبحانه يتكلم ..
الآن لما ننظروا في القرآن، يحتج السني على البدعي الأشعري، بأن في القرآن، آيات دالة على أن القرآن يحدث بإرادة الله متى شاء. فأجاب الأشاعرة، بأن"هذا اللفظ الدال على الحدوث، لا تَقُلْ على أنه دالٌّ على الحدوث في كلام الله، ولكن دال على حدوث اللفظ المخلوق"..
إذن فعندهم كل نص في القرآن، دال على الحدوث، فهو دال على حدوث اللفظ المخلوق. لا على حدوث كلام الله الذي هو المعنى النفسي القديم القائم بالذات".."
فالأشاعرة، في مسألة"كلام الله"، هم أقرب إلى المعتزلة، لأنهم في النهاية يقولون"أن القرآن مخلوق"، لأنهم يقولون بخلق الألفاظ والحروف .. ، وصدق من قال: (الأشاعرة لا السنة نصروا، ولا الشرك كسروا) . ما نصروا الحق، وما هزموا الباطل، جاؤوا بعقيدة جديدة وبدعة جديدة ..
مختصراً، إخواني! الأشاعرة يقسمون السنة كما يقسمها أهل الحديث، إلي 1 - الآحاد 2 - المتواتر.
أما الآحاد: فإنه - عندهم - لا يصلح إلا للعمل. وأما المتواتر فيصلح للعلم والعمل. ولذلك يقولون:"إن الحديث الآحاد، حديث ظنِّي، لا يؤخذ به في العقيدة"، ولذلك أخرجوا ..
كم من الحديث المتواتر موجود عندنا؟ قليل جداً، إذن كم من العقيدة التي تثبت بهذه الأحاديث؟ .. ثم هذا التفريق بين ماهو علم وما هو عمل، وما هو عقيدتى وما هو عملي، من أين جاؤوا بهذا التفريق؟! - بل - قل:"كل من عندالله"..
(1) الاعراف (143) .