الجماعة هذا ليس من منهجنا، لكن تقول: لانقدر الآن على القيام بهذه المرحلة .. نريد أن نجاهد، هل عندنا القدرة أن نجاهد؟ ماعندنا القدرة، فما هو المطلوب؟ المطلوب أن نُعِدَّ لهذه، القدرة، أن نُعد لأي أمر عُدَّته ..
مثلاً، نحن الآن نريد أن نُعلِّم الناس الدِّين - لأن الناس جَهَلةٌ - لكن نحن نفقد العلم، ما هو المطلوب؟ أن نطلب العلم، لنُعلِّم الناس. نحن نريد أن نجاهد، ما المطلوب للجهاد؟ القدرة، عدم وجود القدرة يستدعى أن نُعِدَّ لها - بقدر ما نستطيع - .. وأاما أن تأتي جماعة وتلغي بعض الشريعة في مرحلة من مراحل الدين، فهذه، فرقةٌ ضالةٌ. وكما رأيتم [1] ، إذا لُغِي هذا الأمر في مرحلة فإنه يصل إلى درجة الكفر - العياذ بالله عزوجل - واضح إخواني؟ .. هذه القضية لابدّ أن نفهمها، أن الفرقة الناجية هي التي تأخذ بما إستقر عليه الإسلام - في آخِر أمره وهو مرحلة إكتمال الدين - بشروطه وأحكامه الموضوعة في كتب الفقه ..
بعد هذا نريد أن ندخل في موضوع (ما هي مميزات هذه الفرقة، ما هي صفات الفرقة الناجية؟)
هذه الفرقة .. ، شرطُ السنة .. قوله صلى الله عليه وسلم"ما أنا عليه"، أي السنة، يبين لنا توحيد مصدر التلقي ..
أول صفة لهذه الفرقة، أنها"توحيد مصدر التلقي".
لأنه صلى الله عليه وسلم قال:"ما أنا عليه"ثم بين رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه حين يعود الدين وحين تعود الخلافة .. ، ماذا قال رسول الله عليه وسلم؟ قال: (تكون النبوة فيكم ماشاءالله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافةٌ على منهاج النُّبوة فتكون ماشاءالله أن تكون ثم يرفعها إذا شاءالله أن يرفعها ثم تكون ملكاً عاضَّاً فيكون ماشاءالله أن يكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون ملكاً جبريةً فتكون ماشاءالله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافةً على منهاج النبوة، ثم سكت.) [2] ..
إرجعوا إلى قوله صلى الله عليه وسلم"تكون النبوة فيكم ماشاءالله أن تكون، ثم خلافة على منهاج النبوة"وآخر الأمر أيضاً ماذا ستكون؟"خلافة على منهاج النبوة"، ليدل لنا في هذا الحديث أن هذه الجماعة تكون في آخر الوقت على الأمر الذي كان أول الوقت.
(1) اي في کلام الإمام ابن عيينة رحمه الله.
(2) أخرجه أحمد (4/ 273، رقم 18430) والطيالسي (ص 58، رقم 438) والبراز (7/ 223. رقم 2796) قال الهيثمي في الزوائد (5/ 189) :"رواه أحمد في ترجمة النعمان بن بشير، والبراز أتم منه والطبراني ببعضه في الأوسط ورجاله ثقات". وقال الحافظ العراقي في (محجة القرب إلي محبة العرب) (17/ 2) : «هذا حديث صحيح» . وحسن إسناده"الارناؤوط"في تحقيق المسند. وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة رقم 5.