فهرس الكتاب
الصفحة 135 من 224

فلماذا تتعب نفسك بمثل هذه المشقة والتعب والبلاء على نفسك وعلى أهلك وعلى واقعك وتُشَرِّد وتَجوع وتَعرى وتفارق أهلك، حتّى تدخل الجنة؟! دخول الجنة سهل وميسورٌ، ولا يريد هذه الأمور!! ..

القرآن عندما يقرَأ - في هذا الزمان -، تكاليفه لمن؟ للصحابة .. و النار للكفار، والجنة لحضراتنا، فقط، هكذا. القرآن مُقَسَّم هكذا عندنا، عندما نقرأه، الجنة لمن؟ لنا، لحضراتنا، والتكاليف الشرعية والأوامر والبلاء لمن؟ للصحابة، والنار للكفار، خلاص ..

و هذا واقعٌ، أمتنا تعيشه مثل الدواب، غثاء. كما وصفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم"غثاء كغثاء السيل"..

وبعض الناس يدخل في بعض الجماعات، ويعتبر وجوده في الجماعة كافٍ لأنه يعمل للإسلام ومحسوب على أهل الإسلام، مجرّد ما سجّل اسمه، خلاص!، هو من العاملين للإسلام، ولكن واقع حياة هذا الرجل وعمله وسلوكه، لا فرق بينه وبين"جرج بطرس يوحنا". لا نقول ليس هناك فرق بينه وبين العامي من المسلمين، لا، ليس هناك فرق بينه وبين الكفار!، لا في مظهره ولا في سلوكه ولا في بيته ولا في حياته، ولا مع أبنائه ولا في معاملته ولا في كلامه، ولا في تجارته ولا في دخوله في أحزاب الطواغيت، ولا .. ولا .. ، أبداً لا شيء.

فلنتَّقِ الله عزوجل، قضية خطيرة، والله لولا وجود الدافع بأن هذه القضايا خطيرة أريد أن أُعلِّمها الناس، وشيءٌ تَعِبتُ من أجله حتى حصلته .. وإلا جلست في بيتي وأنا لستُ من المُحِبِّين لأن أُعرَف أو أُشتَهر، لأني جرّبتُ هذا، فما وجدتُ فيه إلا التّعب والنصب والمشاكل. ويسعدني كثيراً جداً أن أجلس في بيتي فلا أَعرِف ولا أُعرَف ..

فبارك الله فيكم، اسعوا لهذا وجِدُّوا فيه وأخلصوا الطلب فيه واقصدوا بذلك، العمل، وأن تتميز مناهجكم وسلوككم وتتميز عملكم بالإسلام والإقبال عليه. والزمن قصير والدّهر قصير، وسنموت، فإما أن نلتحق بالأوائل، وإما أن نلتحق بالخواتم ..

الآن نأتي إلى قضية"التأويل"عند الأشاعرة ..

ولا نشرح التأويل، لأن الحديث عن التأويل في حقيقته، التأويل في لغة القرآن، والتأويل عند العرب والتأويل عند المتأخرين، هذا سنفصل القول فيه، في الحكم على المعين، لأن من صوارف الحكم على المعين، هو التأويل. من صوارف الحكم على المعين بالكفر، هو قوله"سببه التأويل".. وهو"ظن غير الدليل دليلاً"..

لكن هنا التأويل عند الأشاعرة له معنى أخري ..

القضية عندهم في"القانون الكلي"الذي ذكره الرازي، وعلق عليه شيخ الإسلام .. ، أصلاً شيخ الإسلام ابن تيمية، ما ألف كتابه"درء تعارض العقل والنقل".. إلا من أجل القانون الكلي المزعوم، وهو كالتالي:"إذا تعارض العقل مع النقل، ماذا نصنع؟ ماذا صنعت المعتزلة؟ المعتزلة جماعة واضحين، ليس عندهم غموض، واضحين مع أنفسهم، عندهم إذا تعارض العقل مع النقل، يبطلون النقل، يقولون النقل باطل، بأسباب، بطرق معينة، إما أن"

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام