فهرس الكتاب
الصفحة 134 من 224

أُأَلِّفه وأضعه في المكتب، وانتهى الموضوع .. ولذلك، صدق من قال، - حين قيل له: فلان حفظ القرآن -، قال: زاد مصحفٌ جديد!، مصحف مطبوعة، ماذا سيؤثر؟. إذا لم يكن هناك إرادة لحركة هذا القرآن في واقع الحياة، ما قيمة هذا الإنسان؟ فإذا لا يوجد عندك هذا الهَمّ لتستفتح الجماعة الحق، والتي تبتعد عن دخن أهل البدع، فلا فائدة فيما تتعلم وتسمع ..

الآن جماعات، تعتبرون الأشاعرة من أهل السنة. ومذهب الإرجاء، عندهم، هو المذهب الحاكم، وهو المذهب الذي، يقتدون به في الحكم على المعين وحركة الحياة، وكذلك هم جبرية في تسييرهم .. ، بعد ذلك، جماعات موجودة على أرض الواقع، جماعات ترفع شعار"أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم، تقم على أرضكم"، شعار ضلالي، شعار ضلالي يحمله بعض المشايخ ممن انتسب إلى السلف وهدي السلف وأهل الحديث، ومع ذلك يقول:"صدق من قال، أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم، تقم في أرضكم"! .. ، هذه الكلمة، ستكتشفون، أنها جامعة لمذهبي الضلال، مذهب الإرجاء ومذهب الجبر ..

أنا، الآن، أعطيك منهجاً كاشفاً للحق والباطل، حتّى لا تقول يوماً من الأيام،."قد ضللنا، أين نذهب؟ كيف نكتشف الحق؟".. ، لأننا - قدجربّنا كثيراً -، حين نذهب ندرِّس الناس، وقد وقع في مجالس كثيرة -، بعد أن تدرِّس الناس، وتقول لهم:"عليكم أن تلتزموا الحق وتقوموا به .."، فيقولون لك، الكل يعرض علينا آرائه وأقواله ويقول أنها الحق، فأين الحق، وكيف نكتشف الحق؟!

لا يوجد عند المسلمين، منهج لكشف الحق، لا يوجد عندهم، لا يعرفونه. عندهم القدرة على أن يكتشفوا الدينار المزيف من الدينار الصحيح، عندهم القدرة على أن يميزوا بين البندورة (=الطماطم) الصحيحة من البندورة الخربة، عندهم القدرة على أن يعرفوا التجارة الرابحة والتجارة الخاسرة من أمور الدنيا .. ، ولكن في أمر الدين، لا يعرفون ماهو الحق، وكل من له لحيةٌ ويصعد المنبر، عنده شيءٌ وحياه الله، وكلامه حق! .. ، والناس يتضاربون وليس عندهم منهج للحكم على الناس ..

فهذه الدروس، إخواني!، كاشفةٌ لكم حتّى تصبح عندكم القدرة العقلية، لأن تكشفوا الصحيح من الغلط، والغث من السمين .. ، ولا يهُمُّك الناس! نعم!، ربما سَتُرَدِّد بعض هذا الكلام، بعد أن اقتنعت به وعرفت دليله، سَتردِّده أمام بعض الناس، فيَظُنُّ أنَّك رجلٌ قد خرجتَ من أهل الكهف، رجلٌ غريبٌ جداً! - يقولون لك -"من أين جئت؟ ماذا تصنع؟ أين عقلك أنت؟ .. كن مثل الناس، كلْ، واشرب و .. ، واشتغل واعمل، وتزوج وانكح وتسافد وكد وبعد ذلك تموت وأنت في الجنة! وفي النهاية أنت مسلم وأين تكون؟ في الجنة، .. ما المشقة؟".. ، فقضية الإسلام، وإحياء الأمة وقتل الطواغيت ومحاربة أهل البدع .. وفلان زنديق .. و فلان ضال .. معاداة الناس كلهم .. وبعد ذلك، ماذا تريد؟ الجنة .. ، تريد الجنة؟ فلماذا هذه المشقات وهذه السلوكيات؟! فالجنة يأخذها العامي، هذا العامي، أو العالم، هذا يأخذ الجنة، ولا يحتاج إلى هذا المشقات وهذا الطريق التي أنت تسلكه!! ..

الآن، ما المطلوب عند الناس لدخول الجنة؟ أن يكون ماذا؟ فقط أن يكون مسلماً، - بإقراره - بـ"لا إله إلا الله محمد رسول الله"فقط. فأنتم مسلمون، وفي الجنة، والمشايخ، يؤكدون مثل هذه المعاني في دروسهم وفي محاضراتهم، وكلّ يوم وكلّ آن، يؤكدون أنه يكفي أن تقول (لا اله الا الله) ، وبعد ذلك، اصنع ما شئت وكن كما شئت، وفي النهاية، لك الجنة!! ..

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام