فهرس الكتاب
الصفحة 133 من 224

عقلاً .. نحن أمتنا، غاب فيها العقل، غاب الشرع والعقل، فنحن فقدنا الشرع والعقل، أمتنا لا عقل لها، والغرب ربَّما له بعض العقل، لكن أمتنا - صار - لا عقل لها، والدليل على هذا، الذي تعيشه، لماذا وصلنا إلى هذه الدرجة من الإنحطاط؟ هذه الدرجة من الخزي والعار؟ مستنقع رذيلة نعيش فيه؟، .. ونرى التبريرات، .. ما هو دور المشايخ في هذا الزمان؟ تبرير الواقع المعاصر، إصباغ الشرعية على الواقع، ..

فهذا إخواني! لابدّ أن نتنبه له، وأن نُدرك حالاته. الآن قلت أريد أن أبني عقلية علمية، نريد أن نبني أُسُساً .. التي أرْفَعُ شعارها دائماً، شعار"المسلم الصحابي"..

كيف فهموا الصحابة هذه الأمور؟ لماذا هذا الصحابي الصغير، خلال سنوات بسيطة،"خمس وعشرين سنة"، فتح الآفاق؟ .. بعض الناس عندما يرى السنة الإلهية في حركة الصحابة، يظن أنه، لا دور للصحابة فيها، .. نحن عندما نقرأ تاريخنا الإسلامي، لا نرى إلا يد الله، ولن نرى إرادة البشر. ونظن - بتفسير جبري - أن القضية - فقط - قضية إلهية، ولا دخل للبشر فيها .. ولذلك عندما تتكلم عند الناس - حتّى العلماء -، عن بعض المسائل، يقول لك:"هؤلاء، الصحابة"! ..

عندما تريد أن تقول:"الإسلام لابدّ أن يعيد إلى قوته، لابدّ أن نجابه العالم، لابدّ أن نحيى الإسلام، لابدّ أن نحيى حضارة الإسلام الغالبة المتمكنة القادرة على هضم وسحق أي حضارة مقابلة لها"، .. لا يتصور أن للإسلام قوة إحياءٍ جديدة لهذه الأمة .. لا نتصور .. ولذلك عامة الفتاوى وعامة حركات الجماعات الإسلامية، ليست حركاتاً من أجل إحياء الأمة، إحياءً لتكون الأمة الوحيدة ..

إخواني! الصحابة كانوا الحضارة الأولي، ليست ثانية ولا ثلاثة ولا رابعة ولا .. ، لا يوجد أحد في الدنيا إلا حضارة الإسلام، قُضِيَ على حضارة الروم وعلى حضارة الفرس، ولم يبقى إلا الإسلام، فهل الإسلام عاجز أن يحيى الأمة من جديد؟! ..

الحديث الآن - عند المسلمين -، حديث الإستضعاف وحديث القبول بما هو موجود، والرضى به وعدم المطالبة بأكثر منه، وإذا طُلِب، فإنما هي مطالبة بحفظ ما عندنا فقط، نحفظوا علينا ديننا .. ، لم هذا؟ لأننا لا نرى في الإسلام القوة والفاعلية لإحياء أمة جديدة، لا نرى ذلك، لماذا؟ لأن أفكارنا وعقولنا، مطموسة، وعلومنا، إنما هي علوم الصوفية وعلوم الجبر والإرجاء، كما يتبين لنا، ..

فأنا، لا أحشي في رأس الأخ والسامع، معلومات، ليصبح بعد ذلك عنده القدرة المنطقية، ليناقش .. ، أنا ما أريد هذا، ولكن أريد أن يتحرر عقله وعلمه من الدخن، ويدرك الحق على ما هو عليه، وبعد ذلك، أريد، تحرير إرادته من كل سوالب هذه الإرادة المنطقية لإحياء الإسلام .. ولذلك، أنا أقول، أنا لا أحب - منذ مدة طويل -، لا أحب أن أدرس ولا أحب أن أعطى المحاضرات للناس عامة، لأني أشعر أنها، كلام لاجدوى لها، كالنفخ في قِربةٍ مَثقوبةٍ .. ، وإذا لم تكن أنت عاملاً في داخل جماعة، أو عاملاً للإسلام، أو ليس عندك الهَمّ بأن تعمل للإسلام القادم، فلا تحضر الدروس، .. يعني، إذهب إلى الكتب واستمع للأشرطة ولا تضع وقتك .. ، نحن نريد أن ننطلق عملاً مسلوكاً لإحياء الإسلام، على هدي السلف الصالح، من خلال جماعات مسلمةٍ مقاتلةٍ مجاهدةٍ، تهتدي بالحق، حاملة للحق، مقاتلة في سبيله. والإنسان الذي لا يبحث ولا يسعى لهذه المرتبة، ولا يسعى إليها، ولا يعمل من أجلها ولا يحدِّث نفسه بها، ولا يستخدم هذه الآلية العلمية التي ندرِّسها، ولا يستخدم هذه العلوم الكاشفة للحقائق التي هي في عصرنا، .. و إلا بعد ذلك، لا قيمة للحديث عنه، مثل مجرد كتاب، أنا أسمع كتاباً، وبعد ذلك

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام