هذا في إطلاقات الأوائل .. ، فقط للذكر، حتّى إذا وقعت بين أيديكم كتب الأوائل، تعلموا ما هي عبارة الرجل في معنى أهل السنة والجماعة، ماذا يقصد بهذا، لئلا تظنوا إختلاط الأمر، وهذا الأمر قد ذكره - إن أردتم المرجع - قد ذكره ابن تيمية رحمه الله، في كتابه منهاج السنة النبوية ..
بقيت نقطة أخري، حتّى نختم الموضوع. النقطة الثانية هي: أن لفظ السنة والجماعة كلفظ الإيمان والإسلام. بمعني:"إذا إجتمعا إفترقا، وإذا إفترقا إجتمعا".. هل تعرفون معنى هذه الجملة؟ هذه العبارة بمعني: إذا جاء لفظ السنة مقروناً مع لفظ الجماعة، فإن لكل واحد معنى يتفرق من معنى الآخر، فكما تبين لنا أن لفظ السنة غير لفظ الجماعة حين يجتمعها، لكن إذا جاء فقط أهل السنة، دون أن يذكر معها لفظ الجماعة، فإنها تحتوي على معنى الجماعة، وإذا قيل"الجماعة"فإنها يعنيا بها كذلك أهل السنة، فهما لفظان إذا إجتمعا إفترقا، كل واحد على معني، كما فصلنا - لا نريد أن نعود -، السنة ليست هي بمعنى لفظ الجماعة، كما رأيتم، وكذلك، قد يكون الرجل ليس داخلاً مع إمام ممكن، فليس هو مبايع للجماعة، ومع ذلك هو من أهل السنة.، ممكن؟ نعم ممكن.
الآن قديكون في الرجل السنة ولايكون من الجماعة، وقديكون من الجماعة كما تبين لنا وليس هو من أهل السنة، وقد يكون جامعاً بين الأمرين"السنة والجماعة"، كالذين ينطوون تحت راية إمام ممكن، فإنها تتضمن البدعي والسني ..
إذن: فمعنى"إذا إجتمعا إفترقا"أي: (إذا إفترقا لفظاً، إجتمعا معناً، وإذا إجتمعا لفظاً إفترقا معناً) . هذا هو معنى الكلام.
بارك الله فيكم! بهذا، نحن نُنهي موضوع أهل السنة والجماعة.
ندخل الآن في موضوع"الفِرق"بارك الله فيكم.
الآن! ما هي الفرق التي شذت؟ أو من هم أئمة الفرق الذين شذوا من أهل السنة والجماعة؟ من هم؟
تعرفون إخواني! - للذكر تاريخياً - أن أول مسألة حدث فيها الخلاف في أمة محمد صلى الله عليه وسلم هو موضوع"الإيمان" [1] ، أول بدعةٍ حدثت في الأمة هي بدعة الخوارج، الذين اختلفوا عن أهل السنة والجماعة، عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن المسلمين وعامة المسلمين، في موضوع الإيمان، وقالوا بتكفير صاحب الذنب مطلقاً، قالوا:"أي معصيةٍ من المعاصي، صاحبها كافرٌ"!
(1) قال الإمام ابن رجب الحنبلي رحمه الله في"جامع العلوم والحکم"ص 39:"وهذه المسائل - أعني: مسائل الإسلام والإيمان والکفر والنفاق - مسائل عظيمة جداً، فإن الله علق بهذه الأسماء السعادة والشقاوة، واستحقاق الجنة والنار، والإختلاف في مسمياتها أول اختلاف وقع في هذه الأمة، وهو خلاف الخوارج للصحابة، حيث أخرجوا عصاة الموحدين من الإسلام بالکلية، وأدخلوهم في دائرة الکفر ..".