الصفات التي ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو أصلاً وعقلاً ليس داخلاً في الطائفة المنصورة، كيف يدخل فيها عملاً؟! فهو أبعد الناس من أن يكون من الطائفة المنصورة ..
أما المشتغلين بالحديث، المشتغلين بالتصحيح والتضعيف وسرقة الكتب، هم الطائفة المنصورة [1] ، ومن يعرض نحره لرد الكفر والكفار عن بلاد المسلمين، هذا من الخوارج؟! ..
وليس من صفات الطائفة المنصورة أن تكون - حتماً - مجتمعة في مكان واحد، بل قدتكون مُشتَّتة ومتفرقة، ومادام إجتمعت هذه الصفات في أي فرقةٍ فهي من الطائفة المنصورة، وقد تعددت كما ذكره العلماء، منهم الإمام النووي [2] ومنهم"ابن حجر"عليهما رحمة الله عزوجل.
هذه الطائفة إخواني! مازالت موجودة والبحث عنها واجب وإن لم توجد، فإيجادها واجب، ومن لم يعمل مع هذه الطائفة ولم يدخل فيها، فأحريا به أن يبكى على نفسه في هذا الزمان وأحرى به أن يندُب على حظه أنه لم يهتدي إليها ولم يستطع أن يقوم بحقها، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا لطاعته ويرزقنا حُسن القول والعمل وأن يجعلنا من أهلها. آمين!
إخواني! بقى لنا نقطة واحدة على موضوع"أهل السنة والجماعة"، نقطة واحدة، وهي:"على ماذا تطلق هذه الكلمة (أهل السنة والجماعة) في إطلاقات كتب العلماء المتقدمين على ماذا يطلقونها؟"..
اصطلاح"أهل السنة والجماعة"لها إطلاقان عند العلماء المتقدمين:
الإطلاق الأول: أهل الحق .. - كما تبين لنا -. لكن لها إطلاق أوسع من هذا وأشمل منه، وهي (الإطلاق الثاني) : مقابلةً لفرقة الرافضة. كانوا يقولون أهل السنة والجماعة وكانوا يقولون مقابلاً لهم أهل الرفض، فالمقابلين للروافض، يسمون"أهل السنة والجماعة". إذن، بهذا الإعتبار، هناك فرقتان"أهل التشيع"والباقى"أهل السنة والجماعة".. إذن الإطلاق الثاني لإصطلاح (أهل السنة والجماعة) كان مقابلةً للروافض الشيعة.
الآن! أهل الحق لا يدخل فيها الأشاعرة والماتريدية. كما سيتبين لنا من الدروس القادمة - إن شاءالله -، أن الأشاعرة والماتريدية ليسوا من أهل السنة والجماعة (الفرقة الناجية) ! بل هم من الذين أخبر عنهم النبي صلى الله عليه وسلم، أنهم فرق أهواء، وأنهم في النار!. وهذه الكلمة شديدة كما ترون، التي نقولها أن الأشاعرة والماتريدية ليسوا من أهل السنة والجماعة، بل هم من الفرق المبتدعة، لكن الواقع، سنبين بالواقع والدراسة وكلام العلماء وكلام السلف أن الأشاعرة والماتريدية ليسوا من الفرقة الناجية (أهل السنة والجماعة) ..
(1) للمزيد من البيان في هذا الموضوع راجع (الجهاد والاجتهاد) للمؤلف. حفظه الله.
(2) قال الإمام النووي رحمه الله:"ويحتمل أن هذه الطائفة مفرقة بين أنواع المؤمنين منهم شجعان مقاتلون ومنهم فقهاء ومنهم محدثون ومنهم زهاد وأمرون بالمعروف وناهون عن المنکر ومنهم أهل أنواع أخري من الخير ولا يلزم أن يکونوا مجتمعين، بل قد يکونون متفرقين في أقطار الأرض". {صحيح مسلم بشرح النووي ج 13/ص 67} .