هل الخوارج عندهم الإيمان قول وعمل ونية؟ نعم .. فلذلك الخوارج أقرب إلينا في مسمى الإيمان ممن سيأتي بعدهم فالخوارج يقولون الإيمان قول وعمل ونية.

الآن، هل الإيمان عند الخوارج على مراتب متعددة أم على مرتبة واحدة؟ كل الشعب عندهم على مرتبة واحدة بحيث إذا ذهب واحد منها، ذهب الإيمان. إذن الخوارج عندهم الإيمان مرتبة واحدةٌ، وهو قول وعمل ونية. والواجبات عندهم أركان. وهي أصل الإيمان وأصل الدين، إذا واحد سرق أو كذب، أو واحد ترك الصلاة، أو ترك الصوم .. هذا كافر عندهم .. جميع شعب الإيمان عند الخوارج، كلها اسمها إيمان، وليس واحد منها اسمه إيمان، بل كلها واحدة، وإذا ذهب الواحد، ذهب الكل ..

وننبّه على أننا نتكلم عن الخوارج كأصول، أما وُجِدت الفروع في الخوارج تخالف في مسائل كثيرة، هذه، لا نبحث فيها الآن ..

وعلى ما سبق، هل الإيمان عندهم يزيد وينقص؟ لا، لا يزيد ولا ينقص. قد يقولون: (يزيد في المستحبات) ، قد يقولون، لكن هل ينقص عندهم؟ لا، لأنه إذا نقص، ذهب، إذن في النتيجة هل الإيمان هو الإسلام عند الخوارج؟ يعني الرجل المؤمن هو المسلم، والرجل المسلم هو المؤمن، وضدهما الكفر الأكبر؟ نعم. وعلى هذا، فإنهم لا يستثنون في الإيمان.

الآن نأتي إلى الكرامية - سريعاً مع الفِرَق، سريعاً جداً -، الكرامية يقولون: الإيمان هو قول اللسان فقط، يعني: قول) لا إله إلا الله ومحمد رسول الله) باللسان فقط، ولا يدخلون قول القلب وعمله في الإيمان!

لكن، هذا الإعتقاد، هو الذي ذكروه في كتب"المقالات"و"الفرق". لكن هل يمكن أنهم - في الحقيقة - لا يشترطون موافقة القلب مع اللسان؟ هذا بعيد جداً، واستبعدها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، لكن كتب الفرق تذكر عنهم هذا، فنذكر عنهم ما قيل عنهم، ولا وجود لهم الآن فالأمر فيهم يسير ..

المعتزلة ماذا يقولون؟ هل الإيمان عندهم قول وعمل ونية؟ نعم. هل هو شعب متعددة؟ لا، هم كالخوارج تماماً، لكن اختلفوا معهم في الحكم على المعين. إذن في حقيقة الإيمان، المعتزلة خوارجٌ، لكن الإختلاف بينهما في الحكم على المعين إذا ترك واجباً من واجبات الإيمان، فإنهم لا يقولون عنه لا مسلم ولا كافر، ولكن يقولون عنه أنه في"منزلة بين منزلتين"، وهو الفاسق، فهم يختلفون مع الخوارج في هذه المسألة، في الدنيا، ولكن يلتقون معهم في الآخرة، - بأن يقولوا أنه خالدٌ في النار ولا يخرج منها أبداً- ..