فهرس الكتاب
الصفحة 30 من 224

وضعوا شروطاً، أولاً: ما أنزل الله بها من سلطان، ثانياً: إن هؤلاء يريدون من المسلمين أن يعتبروا الصلاح باطلاً وأن يعتبروا الحق باطلاً .. !، مطالبة الحكومة الإسلامية في أي مرحلة، هذا حقٌ ودينٌ في أي مرحلة كانت، سواء كنتَ مستضعفاً أم لا، عليك أن تؤمن أن إقامة شرع الله عزوجل واجبٌ عليك. أمّا أنك تقدر - فعلاً - على إقامته أو لاتقدر، هذه مسألة أخري .. ، أنت هناك في بريتانيا قد لاتستطيع أن تقوم بكثير من أحكام الشريعة المترتبة على المسلم الذي هو في قمة العزة وهو في دار الإسلام والهجرة، أنت تشعر بأنك مُكلَّف به وأنّه دينٌ وأنه حقٌ وأنت تجب أن تقوم به، بعد ذلك أنت تقوم بهذا العمل أو لا، هذا منوط بماذا؟ منوط بالقدرة، ما هو قدرتك فيها مثلاً أن تدعوهم إلى الإسلام، لكن أنت كذلك لا تلغى حق الله تعالى عليك بوجوب مجاهدة الكفار، ووجوب إيذائهم .. ، هذا الحق لايلغي، ويبقى مستقراً في دينك، وأما مطالبتك به أو قيامك به، فهذا منوط بالقدرة .. - مثلاً - هنا شيخ يزعم العلم، يزعم أن المطالبة بالحكومة الإسلامية خطأ!، كأنه يريد أن يلغي .. وعليه أن يقول: أنتم مطالبتكم صحيح، والواجب أن يقول أنتم بطلبكم في هذا الوقت، لإقامة الحكومة الإسلامية، هذا حق، لأنه أمر الله عزوجل عليكم ولكن عليكم الآن أن لا تعملوا له - بالقتال و .. -، لأنه ليس في وسعكم وفي قدرتكم، ولكن اعملوا في ما هو في وسعكم وفي ما هو في قدرتكم، .. فهمتم إخواني؟

إذن بارك الله فيكم: هذا القيد،"اليوم"، يجب أن يكون حجة لنا، على كل طائفة وعلى كل جماعة، وعلى كل شيخ وعلى كل فرقة تدعو إلى الأخذ بأي مرحلةٍ من مراحل التشريع، وتقول هذا منهجي أن لا أخذ بهذه المسألة الآن .. ، هذا باطلٌ، أي جماعة تقوله ..

نحن نريد أن نأخذ الإسلام كاملاً، ونؤمن به، لكن ماذا نستطيع الآن أن نعمل، في موضوعنا وفي مسألتنا في هؤلاء"حكام الردة"، نحن ننشأ الجماعة من أجل إقامة الحكومة الإسلامية، تقوم الجماعة .. و الجماعة في مفهومها العام غير موجود كما سنبينه .. ، فقدان صفة الجماعة بمفهومها العام من الأمور التي فقدت في الأمة، لأن الجماعة لها مفهومان، مفهوم خاص، ومفهوم عام، فمفهوم العام هو"وجود خليفة أو حاكم مُمَكن، يحكم بشريعة الإسلام، والمسلمون كلهم داخلين في هذه الجماعة"، هذا غيرموجود. فجماعة تقوم بهذا الحق غيرموجود ..

أنا الآن أريد أن أقيم هذا الحق المفقود، فهي - الأصل - أن تقوم لهذا الحق بما هو شرَع الله عزوجل، شرع الله أن تجاهد وشرع الله أن تتعلم الناس هذا الحق، وشرع الله أن تدعو الناس لهذا الحق، وتبين المخالفين وتفضح كما فضح الله عزوجل المشركين في وقت إستضعاف المسلمين - في صدر الإسلام - بقوله تعالي: (تبت يدا أبي لهبٍ وتب) . [1]

هذه الآية فضحت رمزاً من رموز المشركين، وهذه السورة نزلت في وقت الأستضعاف ورسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة ..

فجماعة تقوم لهذا الحق، عليه أن تدعو الناس لهذا الحق، وأن تقاتل عليه، لأن الشرع يقول بمقاتلة المعادي، لكن بعد ذلك، ترى الجماعة أنه لاتقدر على هذه المرحلة من مراحل الإسلام .. ماذا تفعل؟ لاتقول للناس نلغى هذه من منهجنا!، ولاتقول هذه ليس في ديننا، ولاتقول

(1) سورة المسد، وکذا فضح رموز المشرکين في سورة القلم التي نزلت في وقت الأستضعاف بمکة.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام