بمعنى أن بعضهم قال:"لا زكاة، لا يوجد زكاة، ألغيت الزكاة"وبعضهم قال:"أنا أؤدي الزكاة ولكن لا أؤديها لأبي بكر، لأن الله عز وجل يقول (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) [1] . - يقول: - أن المامور بأخذ الزكاة منا هو الذي تنفعنا صلاته، فهذا أبوبكر صلاته لاتنفعنا، فإذن ليس هو المأمور بأخذ الزكاة، سقطت الزكاة بموت رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وبعضهم قال: أنا أؤدى الزكاة، ولكن لا أؤديها لأبي بكر، ليس له الحق أن يأخذه منا .."
فأبوبكر رضي الله عنه بما أخذ عندما عامل هؤلاء القوم؟ هل أخذ بوقت من أوقات تَنزُّل التشريع وتنزُّل الأحكام، قبل نزول أحكام الزكاة مثلاً، هل أخذ بهذا؟ ما أخذ إلا بإكتمال الشرية، وقال:"والله لو منعونى عِقالاً - أو عَنَاقاً - كانوا يؤدونه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعه .." [2] . ما قال: نريد أن نبدأ معهم بالدعوة إلى"لا إله إلا الله"من جديد .. ، هم كانوا مقرين - بلا إله إلا الله، وبعضهم كفر بلا اله إلا االله ولكن أبوبكر رضي الله عنه قاتل الناس على جميع شريعة الإسلام، قاتل الكافر بلا إله إلا الله على"لا إله إلا الله"، وقاتل المانع عن الزكاة - منعاً كلياً -، على منعه كلياً وقاتل مانع الزكاة الذي لايؤديها لأبي بكر رضي الله عنه، قاتلهم جميعاً على قوله صلى الله عليه وسلم"ما أنا عليه اليوم وأصحابي"، على مسألة إستقرار الدين (اليوم اكملت لكم دينكم) . [3]
فأيُّ جماعة وأي فرقة لاتأخذ في حركتها ولاتأخذ في منهجها إكتمال الدين، فهي جماعة، أقل ما يقال عنها، أنها بدعية ضالة، وقد تصل إلى درجة الكفر العياذ بالله عز وجل، أيُّ جماعة تقول: هذه المرحلة، هي مرحلة تتستدعى إسقاط بعض التكاليف، أو تنازل على بعض الأحكام الشرعية، هذه الجماعة لاتستحق أن تسمى الفرقة الناجية، بل هي من الفِرق التي شذت وقال عنها صلى الله عليه وسلم:"أنها في النار"..
فالفرقة الناجية هي الفرقة التي تأخذ بجميع مسائل الإسلام وأحكام الشريعة، واضح يا إخوتي؟ ..
هذا الأمر لابدّ أن ننتبه إليه، لأن الآن، كثيرٌ من الجماعات والفِرَق الآن والتنظيمات لاتدعو إلى اكتمال الدين، يعني بمعنى أن هناك جماعة يزعمون الهداية والإرشاد ويزعمون الصلاح ومع ذلك يريدون مثلاً مِن بعض الفِرَق ومِن بعض الجماعات المسلمة المجاهدة أن تتنازل بمطالبتها بإقامة الحكومة الإسلامية. لماذا؟ قالوا: لأن الناس في هذا الزمان غير مستعدين لقبول الحكومة الإسلامية، .. [4]
(1) التوبة (103) .
(2) رواه البخاري في صحيحه، باب الإقتداء بسنن رسول الله صلي الله عليه وسلم، برقم (6855) . ورواه مسلم في صحيحه، في کتاب الإيمان، باب الأمر بقتال الناس حتّي يقولوا لا إله إلا الله، برقم (133) .
(3) المائدة (3) ..
(4) نجد المثال البارز لهذه الدعوات، في اقوال وتصريحات جماعة"الإخوان المسلمين"وفروعاتها، کجماعة"الحماس الفلسطيني"، حيث صرحوا في کثير من بيانات وتصريحاتهم بأنهم لن يطبقوا الشريعة الإسلامية!! وليسوا في حاجة لامارة إسلامية! ..
{راجع کتاب: حديث الإفک، للدکتور أکرم حجازي حفظه الله} .