الدافع .. بعض الناس - الآن - يتصور، إذا أصلحنا الدافع لدى الإنسان بأن نُرَغِّبه ونحضه، تنتهي المشكلة!
الآن هناك جماعاتٌ مشغولين بماذا؟ ببيان الفضائل .. ، على أي حقائق؟ حقائق مجهولة .. ، إما أن تكون مجهولة وإما أن تكون مزيفة، وكلاهما ظن وكلاهما خطأ ..
و هكذا سترون أن عدم وضوح كلمة الإيمان وعدم بيان مدلولها الصحيح - كما كانت عند الأوائل - هو الذي يورث المسلم المعاصر - في هذا الزمان وفي كل زمان -، يورثه ضلالاً، أي: ضلال حركته في هذه الحياة؛ ستكتشفون هذا، وخاصةً، عندنا توحيدان، نحن - أهل السنة والجماعة - عندنا توحيدين، التوحيد الأول كما رأيتم ما هو؟ المتعلق بالشريعة، الشريعة التي لها علاقة بالإثم وعدمه .. ، وتوحيد آخر له علاقة بماذا؟ بالقَدَر. أنتم رأيتم في مثال الخمر، ماذا يحتاج الإنسان ليصيب الإثم، ولأن يسكر؟ ماذايحتاج؟ يحتاج إلى توحيد الشرع وإلى توحيد القدر. فهمتهم إخواني؟ ..
يعني الآن رجل أراد أن يشرب الماء، فشرب الخمر، هل يأثم؟ لا. هذا الشرع، ولكن رأيناه سَكر .. ، سكر أم لا؟ نعم سكر. فلم يتوافق الشرع مع القدر.
رأيناه إنسانا أراد ماءً، فشرب ماءً، أنتفع بالماء، وافق التوحيد الشرعي، فلم يأثم، لأنه أراد الماء وهو أمر مباح له، متعلق بالشرع، ووافق أمراً قدرياً فلم يسكر، فتَوافقَ الأمر الشرعي مع الأمر القدري.
فسعادة الإنسان متعلقةٌ بتوحيدين، توحيد الشرع وتوحيد القدر، وبهما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم، بتوحيد الشرع وتوحيد القدر، وفساد الناس - كل الناس حتّى النصارى -، في هذا الزمان، إما بفسادهم في توحيد القدر وإما بفسادهم في توحيد الشرع. وفساد المسلمين في هذا الزمان بتوحيد القدر وبتوحيد الشرع، فهم وقعوا في المعاصي لعدم وضوح توحيد الشرع لديهم، ومتخلفين كونياً لعدم وضوح توحيد القدر .. ، أرأيتم ماذا إجتمع علينا من أقطارها؟!
أقل شيء، الكفار مهتدون كثيراً بتوحيد القدر وإن كانوا في التصور فاسدين لكن في حركة الحياة مهتدون كثيراً وفي توحيد الشرع فاسدون ..
المسلمون في هذا الزمان لا توحيد الشرع ولا توحيد القدر، لماذا؟ لعدم وضوح التوحيد، وهذا سنكشفه إن شاءالله في دروسنا معكم، ستروه معي، نمشي معكم قليلاً قليلاً وخطوةً خطوةً لنكشف مَواطن المرض، ولابأس بعد ذلك حين تسمع متكلماً يتكلم، فتسكت لعظم المصيبة التي تراها! ما تستطيع إلا أن تسكت، وستسمع خطيباً - يخطب - فكأنَّ صرير الحديد في أُذُنيك! وتتمنى في تلك اللحظة أنك لم تَلد ول م تدخل في هذا المسجد. ستصاب بالهول لخطورة كلماتٍ تقال مستدلاً لها بالكتاب والسنة وهي أشبه بالكفر وقريباً من الكفر!، ولعل بعضكم يظن أنه مكتشف - هذه الأمور وهذه الإنحرافات من قبل -، لا!، أنا سأتجاوز عن الإحترام بالأدب أنكم لستم مكتشفين شيئاً، كلكم! مَن أعرفه منكم ومن لا أعرفه، لأنه لو كنا مكتشفين لكان حالاً آخر ووضعاً آخر .. ، ستكتشفون كلمات .. ، لما نقرأ القرآن، ونحول أن نعمل، فنعمل خطأً، أينما يوجهه لايأتي بخير، لماذا؟ لأن الكلمات الموجودة في القرآن، معانيها ليست حقيقة في ذهنكم وأنَّ من أعظم كلماتٍ يتردد في جنبات القرآن، إما التوحيد وإما كلمة الإيمان .. ، سترى هذه