الرائي، فانه كفر وشرك والساحر لايستطيع أن يفعل السحر حتّى يكفر، {إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ} البقرة {102} .
ولذلك، يأتي إبليس على المتدينين، لإضلالهم، بتغيير أسماء بأسماء أخرى وحقائق بأسماء مدعاة ..
هكذا إذا تبين لنا هذا تمام الوضوح وفهمنا ألاعيب الكلمة، الكلمة سرٌ، ..
إخواني! الإنسان أسير الكلمة، عبدٌ [1] للكلمة، المسلم لما قال كلمة"لا إله إلا الله"، تغيرت حياته، والكفر كلمةٌ، المرء يكفر بكلمة، الإسلام كلمة، والكفر كلمة، المعصية كلمة، الإنسان هو الكلمة، التي تُشَكل العلم الذي تشكل الإرادة التي تُشَكل الحركة والعمل ..
و في النهاية إما إرادة حق إلى الجنة وإما إرادة باطل إلى النار، فإذن تَعجَبون إذا كان أول كلمة خاطبنا الله بها،"إقرأ"ثم قال: {اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ} ، انظر! ما هو صفة الوصل ما بين"إقرأ""أكرم"؟! إن كرأمة الله عز وجل وإن إكرام الله سبحانه وتعالي، لاتُعطى لل إنسان إلا بعد العلم، ووسيلة العلم القراءة، والقراءة لابدّ لها من قلم، وهي حركة الحياة، حركة الحياة ..
فلذلك ترون توافق أول كلمةٍ إلهية لنا - بصفتنا أننا نحمل خاتمة الرسالات -، وبين أول أمر أُعْطِيه ابونا آدم كونياً. الكلام! {وعلم آدم الأسماء .. } .
ما تَشَكلت كرامة آدم (عليه السلام) بأن يسجد له ملائكة الله إلا بعد أن عَلمه الله الأسماء، وبها - بتعلم آدم الأسماء - حاجج الله سبحانه ملائكته بأنه يسحق الإرث، ثم نحن نستحق الإرث الإلهي في هذه الدنيا إذا عَلِمْنا، إذا قرأنا، واضح إخواني؟
و الكلمة سِرُّها عظيم، وألاعيبها خطيرة جداً جداً إلى درجةٍ عإلية، وهي تحتاج إلى فنٍ وإلى ذكاءٍ وإلى خطورة، واللهِ بالكلمة يقنعك الرجلُ بالكفر! بسطوة الكلمة وبيان الكلمة وسحر الكلمة! {إن من البيان لسحراً} [2] .. كما أن السحر يغير حقائق الأشياء لدى الناظر، فإن الكلمة تغيرحقائق الأشياة في ذهنه وعقله. هنا، كلمة الإيمان، لأنها أساس عطاء الله لنا، ولأنها بها تدخل الجنة يوم القيامة، فإن أمر تصفيتها في هذا الزمان أمر عظيم. وستكتشفون معي أن إنحراف كلمة الإيمان عن مفهومها الصحيح هو إنحراف حركة حياة المسلمين في هذا الزمان، ستكتشفون ذلك، والله ما رأيت - وأنا أزعم هذا وأقول - والله ما رأيت معصيةً تقع في هذا الزمان وما رأيت كفراً يقع في هذا الزمان من قبل مسلمٍ، ولا رأيت ضلالاً اقترفه حركة المسلمين خلال التاريخ إلا بإنحراف كلمة الإيمان! - والله - إنحراف كلمة الإيمان! ..
المسلمون الآن، في هذا الزمان مؤمنون بدين الإسلام، فالمشكلة ليست مشكلة عدم الإيمان، ولكن المشكلة، مشكلة الأفكار، بـ عض الجماعات وبعض الناس - ممن صاحب رأى وكلام في المسلمين - وبعض التنظيمات، تزعم أن المشكلة مشكلة التربية، يعني مشكلة عدم صلاح
(1) أي مقهور وذليل للکلمة وتبعاتها ..
(2) حديث شريف رواه البخاري في صحيحه برقم (5146) باب الخطبة.