هي ما يصِلُ بالمشايخ أن يقولوا إنَّ حكام مصر لا يرُدُّون لله حكماً ولا يأتون جُهداً في أن تَبْلُغ الدعوة مداها!! [1] ، مصيبة! طامّة! .. ، إذن، لماذا تقوم أنت؟! ماهو ضرورة عملك مادام يصل إلى هذه الدرجة؟!
إذن المَعْلَمُ الثالث من معالم الفكر الإرجائي: وقوف الكفر وراءهم مُتَترِّساً .. [2]
فلذلك قد تضطر الحركات الجهادية أن تقتل مَن تترَّس الكفار به، وهذا الفعل سيكون سبباً لإثارة البغضاء على الحركات الجهادية، يعني لمّا الحركة الجهادية تجد أنَّ هذا المسلم المرجيء، لا نُبيحُ دَمَهُ إلا إذا وقف في صف الردة.، بمجرد إرجاءه لا نقتله - لا نقتله لإرجائه -، لكن لمّا يقف في صف الردة، في أسلوبٍ عملي عسكري سياسي، دخل في نظامهم، ستضطر الحركات الجهادية أن تصيبه ببعض سهامهم ..
هذا الفعل - للأسف - سيكون سبباً لصرف الناس عن الحركة، لأن الناس أغلبهم لا يفرِّقون بين شيخ وشيخ، كلٌّ عندهم شيخ، وكلهم حامل عمائم، ولكلهم لحية، فلن تُفرِّق .. ، فمثل هذه الأعمال سينفر الناس عن الحركات الجهادية، ويقولون - لجهلهم بالحقيقة -، أنهم جماعة قتلة وسفّاكون الدِّماء ..
وهذه الدَّعاوي وهذه الشعارات، هي التي صرفت أنظار الأمة الإسلامية أن تتوجه إلى دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله، وبقيت هذه الدعوة لم تبلغ مداها، بأنْ تكون حركةً كاملةً تَنبعث بها الأمة كلها. ولذلك، دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب ما قُضِيَ عليها من قِبَل الكفار، بل قُضي عليها من قبل عساكر محمد علي، وابراهيم باشا، ابنه؛ وارسل معركةً وراء معركة، حتّى ذهب ابراهيم باشا إلى"الدرعية"وقتل أهلها وساق الأبناء والدعاة، وقتل أكثر من مائة عالم، بعدأان أجلسهم عنده في القصر وجعل النساء يغَنِّين وكذا .. ، فالعساكر المصرية الضالة المنحرفة، - وقد يكون أغلبهم منافقاً ومرتداً -، جاؤوا وقضوا على الدعوة، وأخذوهم معهم إلى مصر، ودمَّروا"مدينة الدرعية". وبقوا في مصر إلى أن مات"محمد علي"، فرجع عامة أبناء وأحفاد الشيخ، منهم"عبدالرحمن بن حسن آل شيخ"صاحب فتح المجيد وغيرهم، رجعوا إلى"الدرعية"، فأحيوها من جديد، التي سميت بـ"دولة التوحيد الثانية"..
إذن، للأسف، أن حركات البعث الإسلامي، التي تريد أن تحيى الإسلام من جديد، لا يستطيع الكفر أن يقف أمامها، لكن عامة ما يقضي عليها، هم المنتسبين إلى الإسلام ..
(1) بعض المشايخ الموالين للحکومة الکافرة في مصر، منهم"محمد متولي الشعراوي، ومحمد الغزالي، ويوسف القرضاوي، وآخرون"، أصدروا بياناً في (1/ 1/1989) م. وقالوا فيه: (إنهم يعتقدون في إيمان المسئولين بمصر، وأنهم لا يردُّون علي الله حکماً، ولا ينکرون للإسلام مبدأ) . من {صحيفة الإتحاد: 1/ 2/1989 .. م.} .
(2) قال"مأمون الهضيبي"- عضو مکتب الإرشاد لجماعة الإخوان المسلمين بمصر والمتحدث باسم نواب الإخوان بالبرلمان: «إن وجود الجماعة - أي الإخوان - يمثل مصلحة للحکومة، لأنه تلجأ إلينا کثيراً لضبط التيار الديني المتطرف» . {جريدة الشرق الأوسط. 11/ 5/1987} .
ويقول"عمر التلمساني". المرشد الثالث للجماعة:"أنا علي إتصال دائمٍ بأجهزة الداخلية لمساعدتها في ترسيخ الأمن". {ذکريات لا مذکرات ص 175} .