فهرس الكتاب
الصفحة 208 من 224

إذن للأسف، أن حركات التجديد، ستُجابَه من قِبَلِ المسلمين وقِبَلِ العلماء، والذي أَحبط دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب، هو فتاوى المنتسبين للعلم من الصوفية والمرجئة والضُّلّال ..

والذي أحبط حركة الإحياء التي أرادها سيد قطب رحمه الله، هو نفس صف سيد، الصف الذي إنتسب إليه .. ، فقام ناسٌ، أوّل شيء، كتاب (نحن دعاة لا قضاة) ، فردَّ على فكر سيد. والآن، ناسٌ يقومون بسبِّه وشتمه، ويزعمون أنه يسُبُّ تاريخ المسلمين ويكفِّرهم، من هؤلاء مثلاً"علي جريشة"، كتابه"حاضر العالم الإسلامي"، فقد جعل مقدمته وخاتمته في الرد على"محمد قطب"، لأنه يقول أن الأمة ما عادت تفهم لا إله إلا الله. يقول له:"كيف الأمة لا تفهم لا إله إلا الله"؟! ..

ثم كذلك الآخر، وهو"سالم البهنساوي"، وهو في كتابه"شبهات حول الفكر الإسلامي المعاصر"، جعل هذا الكتاب في الرد على"محمد قطب"، حين أراد محمد قطب أن يقول للناس: «عودوا إلى معنى لا إله إلا الله وجَلُّوه، وواجب على الحركات الإسلامية، أن تُجَلِّيه للناس وتشرح للناس معنى التألية الحق» ، فاعتبر"سالم البهنساوي"، أن هذا الرجل - أي محمد قطب -، يضَلِّل الأمّة!! ..

مَن قال أن الأمة ليست ضالة؟! يعني، الذي يظن أن الأمة على الخير والبركة، فهذا خبيث النفس، أو أنه عميلٌ ماجور! وعلماؤنا الثقات عليهم رحمة الله - من القرون التي فيها علماؤنا الثقات عند الجميع - كانوا دائماً ينبِّهون الناس بجهلهم بمعنى العبادة؛ «ابن تيمية"رحمه الله، كتابه في"الرد على البكري"وقضية عبادة القبور، وشرط الإعتقاد، وقال:"أنتم ما فهمتم معنى العبادة"؛ كتابه (التوسل والوسيلة) ، شرحٌ لمعنى العبادة التي جهلها الناس في عصره، وجعلوا الإستغاثة والتوسل ليس من جنس العبادة .. ، وكذلك محمد بن عبدالوهاب في كتابه"كشف الشبهات"، يبين ويقول وينبِّه أن الناس جهلوا معنى العبادة و .."

وكذلك قام سيد قطب رحمه الله وقال:"جهل الناس معنى لا إله إلا الله". وكذلك قال"محمد قطب". ويقوله كل من يأتي ويريد إنقاذ الأمة من الشرك والضلال ..

و أنتم إكتشفتم، هذا الجهل وهذا الضلال، بعد أن بينَّا لكم منهج أهل السنة والجماعة، إكتشفتم بعد هذا، هل كنتم على ضلال في هذا الفهم أم لم تكونوا. وأنتم من صميم قلوبكم تَتَمنَّون لو أنّ الأمة تعرف ما شرحناه لكم، فلو أنّ الأمة عرفت ما شرحناه لكم، الذي هو مفهوم الإيمان عند أهل السنة والجماعة، ومفهوم الكفر عند أهل السنة والجماعة وبيان طرق وبدائل أهل البدع، وكذلك بدع أهل البدع في هذا المفهوم. لمّا يقع الناس الآن في شِباك الشرك والكفر وهم لا يشعرون ..

كيف تريدون أن نشعر أن الواقع جيدٌ، وشيخٌ يعلن أنه صار مُفتياً للقوّات الأمريكية؟!، لمسلمي قوات الأمريكية!!، ما هذا؟! هذا يفهم معنى التوحيد؟! شيخكم"عمر التلمساني"، عليه رحمة الله ونسأل الله أن يرحمه، في كتابه"عمر بن الخطاب شهيد المحراب"يقول:"أن مسألة الإلتجاء إلى القبور، مسألة ذوقيةٌ، ولا تعلق لها بالعقيدة"!! .. هل هذا فهم التوحيد؟! ..

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام