فهرس الكتاب
الصفحة 205 من 224

الناس إلى الفقه، لم يكن يدعو الناس أن يصبحوا حنبلياً أو شافعياً أو .. ، أو كما يزعم بعض الناس يدعوهم إلى مذهب جديدٍ بأن يكونوا سلفياً! ..

والجامع لجميع حركات التجديد، هو إحياء التوحيد وإماتة الشرك، وإحياء منهج التلقي ببيان الطرق الباطلة من المعرفية الإشراقية عن طريق الصوفية، أو الكلامية الفلسفية، التي كلُّها يؤدي إلى الشرك في مسائل ما يتعلق بالتوحيد، يعني مناهج الإستدلال في التوحيد وليست مناهج الإستدلال في مسألة فقهية. ولم تكن الخصومة في مسائل أصول الفقه، وإن كانت هذه المسائل تبقى مسائل ينبغي أن تناقش في حدود اختلافات المسلمين والمذاهب بعضهم البعض. المسائل التي يحتمل الخطأ والصواب، وليس ما يحتمل الشرك والكفر ..

فدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب هي حلقة من سلسلة حلقات حركة إحياء التوحيد ..

الآن، وفي هذا الزمان، ماهي المعركة بين أتباع الأنبياء وبين أتباع الطواغيت؟ ماهو الذي عمّت بليته الأمة؟ معركة السيادة، معركة السلطات التشريعية، معركة"أن سلطة التشريع والحاكمية لمن، لله أم الطاغوت»؟ .. على هذا الأساس نحن نريد أن تكونوا مجددين، وربما يكون المجدد واحداً، أو حركةً أو جماعةً - كما قال النووى رحمه الله - .."

الزِّي الجديد والثوب الجديد للطاغوت الآن، هو المشرِّع، والدساتير والقوانين، غير قانون الله عزوجل ..

و"سيد قطب"هو الذي بدأ حركة التجديد في مسألة الحكم بغير ما أنزل الله .. و"أحمد شاكر"رحمه الله، كان معركته في هذا واضحة، وبين أن معركة اليوم هي هذه المعركة. اما"سيد قطب"عليه رحمة الله كان من أكثر الناس معيشة عندها، وأكثر الناس رؤية لها من خلال النص القرآني، - وهكذا الله سبحانه وتعالى يؤتي فضله من يشاء -، فسيد قطب رحمه الله، هو أعظم من جدَّد معركة التوحيد في هذا العصر إلى الآن ..

*وكنا نتمنَّى أن تكون حركة الصحوة التي بعثها الشهيد سيد قطب - عليه رحمة الله - بطريق تفسير التوحيد الذي جلَّ أمره بالنسبة لهذا العصر، هو والإمام محمد بن عبدالوهاب عليه رحمة الله، ثم جل أمر موضوع الحاكمية الإمام الشهيد سيد قطب رحمة الله، وقبله أبو الاعلى المودودي - قبل أن ينحرف به السفينة -، كنا نتمنَّى أن يكون هذا الإتجاه قد أخذ أبعاداً حقيقية في صحوة الأمة وإقبالها على الحق، كنا نتمنَّى ذلك، لكن للأسف، أصاب هذه الحركة، - حركة البعث للتوحيد -، أصابها بعض الإنحطاط من داخلها، لأن هناك أسباب قدرية رافقت هذا الأمر، وهناك أسباب - في الحقيقة - شرعية، جعل هذا البعث لم تكتمل مسيرته. من الأسباب الحقيقية التي جعلت هذا الفكر لا ينتشر ولا يقوم على ساقٍ قوية وعلى سوقٍ قادرةٍ على الرد على المخالفين، نعتبر أن جهد - مثلاً"سيد"- كان مع جماعةٍ قد إنتشرت أفكارهم وحملت أفكارهم فكر الإرجاء أو بذرة الإرجاء، كان شغل سيد مع جماعة إخوان المسلمين. وجماعة إخوان المسلمين في أصلها جماعة تحمل بذر الإرجاء، بل بذرة الصوفية!. كان"حسن البناء"عليه رحمة الله، صوفياً، فلذلك عودي فكر"سيد"من قبل التيار الذي أراد أن ينبثق معه وبه للإحياء، فلم يستطع أن يفلح في شيءٍ. فمن داخل التيار ومن داخل تيار الإصلاح، أصابه الإحباط ..

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام