ولذلك كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يخافون النفاق على أنفسهم [1] ..
ثم الحركة الثانية التي بين أيدينا، هي حركة ابن تيمية رحمه الله؛ ابن تيمية وإن حاول أعداؤه أن يصوِّروا أن خصومته مع خصومه كانت في مسائل فقهية، مثل الطلاق الثلاثة وغيره، لكن الحقيقة، أن معركة الإمام أحمد بن تيمية رحمه الله - أحمد الثاني -، هي معركة التوحيد، وصرحت في غير موضع:"أن الأمة جهلت معنى الطاغوت وجهلت معنى التوحيد، وجهلت معنى (لا إله إلا الله) "، وبين ما وقع فيه الأمة من الشرك في عصره، وبين الشرك، شرك الفلاسفة، وبين شرك الصوفيَّة، وبين شرك المتكلمين، وبين شرك الجهلة من عبادة القبور وغيره، وبين كذلك شرك المتكلمين، وبين شرك الجهلة من عبادة القبور وغيره، وبين كذلك شرك التحاكم الذي قاتل التتار عليه، وهو معركة الدستور بين الموحدين وبين التتار. فمعركته واضحة، هي التوحيد؛ ولذلك أُتُّهِم بما أُتُّهِم به الأنبياء، بأنه يعيب آلهتنا، ويسَفِّه أحلامنا، ويحكم على الناس بالكفر والشرك ..
الإمام أحمد بن حنبل، قالوا عنه خصومه، أنه من الخواج!!، لأنه رحمه الله قال: الجهمية كفار،. كذلك ابن تيمية رحمه الله وصفوه بأنه خارجي ومن الخوارج! ..
كذلك كانت معركة ابن تيمية رحمه الله، معركة التوحيد ومعركة مناهج الإستدلال - أو دلائل الإستدلال -، الذي هو توحيد الإتباع. لا مناهج فلسفية ولا كلامية ولا منطقية ولا الصوفية الكشفية ولا غيرها، بل النص هو العاصم وهو الحَكم بين اختلاف الناس في الأمور ..
وكذلك حركة محمد بن عبدالوهاب رحمه الله، كانت المعركة، معركة التوحيد. ما جاء لأن يقول للناس كونوا حنابلة!، بعض الناس من الذين ينتسبون إلى حركته يظنون أن المعركة هي بين الحنابلة والحنفية. كما كانوا يظنون يوماً من الأيام أن حركة أحمد بن حنبل، هو يريد أن يجعل الناس حنابلة. ولذلك قال بالنص: قال:"ما في يوم من الأيام، لا في كلمة قلتها ولا في خطبة خطبتها، ولا في كلمة كتبتها، أن قلتُ للناس كونوا حنبلياً، أو دعوت إلى مذهب الحنابلة". هذا كلام الإمام أحمد رحمه الله. بل مرة - رحمه الله - قيل له، لماذا لا تُؤلِّف كتاباً فقهياً، قال: لو أن الرجل تعبد الله على أيِّ مذهب ويسَعه هذا التقليد، فإنّ عبادته صحيحة ..
لم يكن هذه قضيته رحمه الله، بل كان إبتغاؤه مرضاة الله، وكان القضية، قضية"من يريد الإسلام، ومن لا يريده"، قضية"من يعرف الرب على حقيقته أو لا يعرف الرب على حقيقته، من يعبد الله بطريقة شركية ويعبد معه غيره، أو من يعبد الله مخلصاً له الدين"..
كذلك كان الإمام محمد بن عبدالوهاب .. ، بعض الناس الآن يطوف، ممن حملوا الدعوة، أو من أتباع الدعوة، يطوف في البلاد ويدعو الناس إلى مذهب الحنبلي ويظن أن هذا، هو دعوة محمد بن عبدالوهاب رحمه الله .. ، هكذا صارت المسألة، والصحيح أنها مسألة خطأ، كان دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله من أجل بيان التوحيد، ولذلك كان لا يدعو
(1) قال ابنُ أبي مُليكة: «أدركتُ ثلاثين من أصحاب النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - كُلُّهم يخافُ النفاقَ على نفسه» . {ذکره البخاري في صحيحه معلقاً في کتاب الإيمان 36: باب خوف المؤمن من أن يحبط عمله} .