فهرس الكتاب
الصفحة 75 من 224

[1] قال صلى الله عليه وسلم اقتلوهم لا بأس بقتلهم - مادام الحال هكذا - فإنهم منهم! هل هذا يعني أن الأطفال كفار؟ لا، لأن أطفال المشركين الذين لم يبلغوا الحلم، على الفطرة بعد، وهذا هو الرأي الصواب والحق الذي عليه كثير من السلف وأدلتهم كثيرة، لا نريد أن نخوض فيها، لكن حكمهم ماذا؟ حكم الطائفة وهم أطفال ولكن حكمهم حكم الطائفة لمجرد وجودهم فيها .. فمن قال عن الشيخ الفلاني، هذا حكمه حلال الدم، أو حلال المال لوجوده في طائفة من طوائف الردة، .. وجَهلُك بأنك إذا دخلت في طائفة من طوائف الردة، هل هذا يضر بدينك أم لا، هذا جهلك به، مسألة من مسائل التي تدخل في أصل الدين - وقد لا يعذر فيه بالجهالة! - فاحذر! وتنبه! ..

كان علماؤنا سئلوا من قريب، عمن أراد أن يتجنَّس .. ، أرسل أهل تونس رسالة إلى مشايخ الأزهر، إلى شيخ يوسف الدجوي، والشيخ علي محفوظ وعالمٌ آخر .. أرسلوا إليهم بهذا السؤال:"هل يجوز لمسلم أن يتجنس بجنسية أمة غير مسلمة إختياراً منه، كما هو الشأن في التجنس بالجنسية الفرنسية الآن في تونس؟".. فقالوا في الجواب:"من طلب الجواز الفرنسى كافر"! قالوا لما؟ قالوا لأن التجنس بالجنسية الفرانسية، يعني يقاتل المرء تحت راية الفرنسة ضد إخوانه [2] .. انظروا إلى ادلتهم!! ..

ونحن في فلسطين جاؤوا لنا - أي الإنكليز - جاؤوا بأناس مسلمين لقتالنا، جاؤوا بناسٍ مسلمين من الهند .. ومازال آباؤنا كانوا يذكرون بالهنود، كانوا مسلمين .. نعم! ولا يرون هذا ناقضاً للإسلام، يقاتل تحت راية إنكليزية، ويقاتل تحت راية فرنسية، ويقاتل تحت راية أمريكية [3] ، ولا يرونه ناقضاً من نواقض الإسلام ..

ماهو الإسلام؟ ماذا يعني الإسلام - عند هؤلاء -؟ كأنه نصرانية جديدة فقط، نختلف نحن والنصارى في قضية التصور فقط!! أما قضية السلوك، فنحن والنصارى سواء!! ولذلك نقول دائماً، كان هؤلاء الناس يقولون أن بريتانيا تسلم بماذا؟ .. الآن فقط بريتانيا، بماذا تفترق فقط

(1) رواه البخاري (الفتح 6/ 146) ومسلم (1745) .

(2) راجع کتاب (التجنس بجنسية دولة غير إسلامية) لمحمد السبيل، بحث في مجلة المجمع الفقهي، عدد الرابع، من ص 150 إلي 157.

وقد سئل الشيخ محمد رشيد رضا رحمه الله عن تجنس المسلم بجنسية تنافي الإسلام - کما هو حاصل في بلاد تونس آنذاک - وما يتضمنه هذا التجنس من إنکار لما هو معلوم من الدين بالضرورة، والوقوف مع الکفار عسکرياً لقتال المسلمين .. الخ. فکان من جوابه:

"إذا کانت الحال کما ذکر في هذا السوال، فلا خلاف بين المسلمين في أن قبول الجنسية، ردةٌ صريحة، وخروج من الملة الإسلامية، حتّي أن الإستفتاء فيها يعَدُّ غريباً في مثل البلاد التونسية التي يظَنُّ أن عوامها لا يجهلون حکم ما في السوال من الأمور المعلومة من الدين بالضرورة .."الخ. {مجلة المنار مجلد 25، جزء 1 ص 22} .

(3) کما أفتي دکتر"يوسف القرضاوي"مفتي الفضائيات!، أفتي"المسلمين في أمريکا"بجواز مشارکة الجيش الأمريکي في حربها علي السلام والمسلمين في أفغانستان والعراق و ... من البلاد الإسلامية. إنا لله وإنا إليه راجعون.

وهذا الفتوي، التي تحمل توقيع القرضاوي وتوقيع کل من"طارق البشري"و"هيثم الخياط"و"محمد سليم العوا"و"فهمي هويدي"،. نشرها"فهمي هويدي"في رأيه الأسبوعي في جريدة"الشرق الأوسط"بتاريخ 8 اکتبر - تشرين الأول - عام 2001.!! (فإنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العَظيم من المصيبة الواقعة علي ألأمة ما أعظمها!!) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام