هؤلاء بحاجة إلى لا إله إلا الله، المسلمون بحاجة إلى هذه الكلمة، كما غاب عن المسلمين، ودخلوا في طوائف .. ، ومنازعة القضية عند بعض المشايخ بهذه الصورة:"هل يجوز أن ندخل في الأعمال العامة للدولة المعاصرة"؟ بعضهم مثل الشيخ عبدالرحمن عبدالخالق قال .. وإرجاء وضلال .. [1] حتّى النظم الكافرة .. قال:"النظم المعاصرة"، النظم المعاصرة ما هي؟ إذا كانت مسلمة، فالشغل معها حلال .. ، يعني ما ادرى كيف نناقش هؤلاء .. والله يصل المرء لحالة الذهول مع هؤلاء! .. يأتي ويقول:"نعم إن الأدلة على جواز الدخول في الأنظمة"تقول له:"ماهو الدليل"؟ يقول:"دخول يوسف عليه السلام عند الملك"تقول:"يوسف اشتغل عند من؟"يقول:"عند حاكم كافر"تقول له:"الحاكم هذا عندك كافر أم غير كافر؟"يقول:"بل مسلم وغير كافر!".. إذن لماذا تحتج بيوسف عليه السلام؟، هناك مسلمٌ قاضى إسمه أبويوسف يعقوب تلميذ أبي حنيفة، يشتغل عند هارون الرشيد، ماهي المشكلة؟ ..
إذا كان الحاكم مسلماً، فلماذا تذهبون إلى يوسف عليه السلام؟ إذهبوا إلى أبي يوسف .. مثل الآن إخوان المسلمين، قالوا، ذهبوا، عندهم تنظيم وإمارة، والإمارة لاتلتزم بأمر الحكومة، ومرات يحمل السلاح ومرات لا يحمل السلاح، كذا ..
نقول لهم: عندكم الدولة كافرة أم مسلمة؟ إذا كان كافرة، فذهب المشكلة، وإذا كان مسلمة، إذن أنتم بغاة! لكنهم، الآن أي واحد منهم يقول عن الدولة، أنها كافرة، يطرد من التنظيم .. من يستطيع من هذه الجماعة الآن أن يقول عن النُّظم أنها كافرة؟! ..
ملك حسين كافر؟! .. ملك حسين في أزمة الخليج، جعلوه خليفة المسلمين، هو وصدام حسين!، إذا سألتهم عن أحد من هؤلاء الطواغيت، هل هو مسلم؟ قالوا: نعم مسلم! إذن فكيف هذا التنظيم ضده؟! إذن فأنتم بغاة! إذن مايفعله الملك الحسين، وما يفعله حسنى مبارك وما يفعله السادات، وما يفعله حافظ اسد، عملٌ شرعي، لأنه يعاقب من؟ يعاقب بغاة. وإذا كانوا كفرة، فالمسألة حلٌ .. إذن الخارجين على هؤلاء الكفرة ليسوا بغاة، وليسوا خوارج وليسوا ضالّين، بل يقومون بعملٍ، الإجماع عليه، أجمع عليه الأمة، تناقلته الأمة خلفاً عن سلف. [2]
هؤلاء يتلعبون بنا!، مرةً تأتي من هذا الباب فيحتج لك بكذا، ومرة يأتي من بابٍ آخر وهكذا ..
عليك أن تنسجم سلوكك وعملك على ما تقول عن الدولة، أن تقول عنها أنها مسلمة، فيجب عليك أن تعمل على إسلامية الدولة، أما أن تلعب بنا مرة شمالاً ومرة .. ، هذا لا يجوز هذه القضية خطيرة، ولذلك من قال من المشايخ في هذا العصر، أن هؤلاء الداخلين في هذه الطوائف - أي الحكومات الكافرة -، إن لم يكن بدخوله فيهم، حكمه حكمهم، - أي أن يكون كافراً على التعيين -، أقل ما يقال عنه أن حكمه حكمهم - أي حكم الطائفة -، كما سنتبين في الحكم على الفرد والجامعة في قضية التكفير، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عندماسئل عن اطفال المشركين، قالوا يا رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أهل الدار من المشركين، يبيتون، فيصيبون من نسائهم وذراريهم، فقال صلى الله عليه وسلم:"هم منهم"."
(1) هنا کان في الشريط انقطاع.
(2) نقل الإمام النووي رحمه الله (شرح مسلم 12/ 299) والإمام ابن حجر العسقلأني (فتح الباري ج 13/ص 7 و 8 و 116 و 123) الإجماع علي وجوب الخروج علي الحاکم الکافر وخلعه.