فهرس الكتاب
الصفحة 79 من 224

ومعرضون للوعيد، قد يصيبهم الوعيد بذنوبهم وقد يصيبهم الوعد بمغفرةٍ، لأنه:"من قال لااله الاالله دخل الجنة" [1] واضح إخواني؟ ..

فهؤلاء الجماعة .. ، لا يأتي واحد ويقول، ناس كلاب أهل النار، معناه أنهم كفرة، هذا الجهل، - لابدّ من الجمع بين النصوص - قلنا أهل أهل السنة لا يأخذ بنص واحد، بل يقول بالجمع بين أطراف الأدلة .. والدليل على مانقول - بعدم كفر الخوارج - أن علياً رضي الله عنه، صلّى على قتلاهم، والدليل على ما نقول، أن أئمة الحديث رووا عن الخوارج، فهذا"عمران بن حِطان"شيخ أكبر فرقةٍ ضالةٍ من الخوارج - الأزارقة - ومع ذلك روى له الإمام البخارى في صحيحه، .. ولو كان كافراً، هل يجوز الرواية عن كافر؟ هل تقبل رواية الكافر؟! لا ..

فهؤلاء لم ينقضوا أصل الدين بل خالفونا ببعض الأمور التي ظنوا أنها قربة إلى الله من دين الله عزوجل ولم ينقضوا أصل الدين، ولذلك هؤلاء ليسوا كفاراً ..

نعم! نعم! يوجد بعض الخوارج الذين يكفرون، لكن على الجملة لا نكفر كل أحد منهم، يعني لما يأتي خارجى وينكر سورة يوسف، فهذا كافر، واضح إخواني؟ ..

يأتي خارجى ويقتل صحابياً لإسلامه، فهذا كفر .. فلما نقول"الخوارج ليسوا كفاراً"، لا يعني أن كل خارجي ليس كافراً. فهناك من أنتسب إلى الخوارج وهم من الكفار، ولكن كفرقةٍ، لا يسمى أعيانها كفاراً، وإن جاز - كما سيتبين لنا في حكم الطائفة -، أنه يجوز أن يقال"الخوارج كفرة"أو أن نقول:"عقيدة الخوارج عقيدة الكفر"لكن هذا لا يستلزم تكفير أعيانهم، وهذا، مجال بحثه مكان آخر ..

والخوارج كان عامتهم من الأعراب ولا يوجد صحابي من الخوارج، لا يوجد، لأنه - كما قلنا - الصحابة كانوا متفقين ومجمعين على موضوع الإيمان، فالخوارج ليس واحد منهم من أصحاب رسول الله

صلى الله عليه وسلم. وعامتهم من الأعراب، كانت فيهم غلظة، ولذلك كانوا دائماً شوكة في عنق الأئمة، حتّى جائهم عمربن عبدالعزيز رضي الله عنه وعالجهم بالعلم، جمعهم عن طريق المناظرات، قال لهم إذا كنتم أهل حقٍ فنحن أولى منكم بالحق، تعالوا علِّمونا إياه، وإن كنتم على ضلالٍ فتعالوا نبينه لكم، فجاؤوا إليهم وسمح لهم بدخول الأمصار، ليجلسوا عند العلماء ويناقشوهم ويسمعوا منهم، ولذلك رجع كثير منهم ..

إخواني! - للذكر - أقول لكم، أن الخواررج أطهر من كثير من أهل البدع الذين جاؤوا بعدهم، والخوارج أطهر بكثير من المعتزلة، والخوارج أطهر بكثير من الشيعة الروافض، لكن لماذا خصهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالذكر؟ لأنهم أول بدعةٍ حدثت في الملة، لأن الصحابة كانوا هم الذين تعاملوا معهم، الروافض لم يتعامل معهم الصحابة، فكان ذكر النبي صلى الله عليه وسلم لهم من دلائل نبوته، فليس معنى ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في الخوارج، هم أشد أهل الفرق والضلال، لا، هناك فرق من الضالّين أكثر ضلالةً من

(1) وواضح وجلي،"إذا أتي بشروطها، ولم يرتکب نواقضها"..

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام