الإمام، لا ضرورة للامام، مثلاً بعضهم يقولون بهذا، وبعضم يقولون بمثل (الإباضية) الآن، لا يقولون بأن فاعل الكبيرة كافرٌ كفر أكبر، بل يقولون: بأنه كافرٌ بالنعمة"- ونهايته في جهنم أو في الجنة؟ - قالوا: في جهنم، .."
المهم، هذا مجمل معتقداتهم ..
نحن رأينا أن لفظ (الخروج) يوافق لفظاً، مع"البغاة"الذين خرجوا عن الإمام العدل، ولكن لا يوافق هذه المعاني، فالأئمة لا يطلقون الخوارج إلا أصلاً على من اجتمع فيه هذه الشروط، وخاصتاً الشرط الأول والشرط الثاني.
اما قضية الخروج عن الإمام الحق - إذا ظلم أو جار - فبعض أهل السنة يقولون بها وليسوا من الخوارج ..
الآن الخوارج، يسمَّون بأسماء كثيرة في كتبنا، نحن لا نشرح كثيراً، فالقضية طويلة، يسمون كذلك عندنا الحرورية، وسمُّوا خوارج لأنهم خرجوا عن الإمام"علي"وسمُّوا كذلك الحرورية، لأنهم لمَّا فارقوا الإمام علي رضي الله عنه، ذهبوا، فاجتمعوا في مكان في الجنوب الغربى من العراق يسمى الحروراء. ويسمون أيضاً في بعض الكتب، أهل النهروان. لأن أول معركة قامت بين علي رضي الله عنه وبينهم، التي وافقت وعد النبي صلى الله عليه وسلم لقتلهم كما سنبين في الحديث، كانوا في منطقة يسمى النهروان ..
للذكر إخواني، أنا ذكرتها، لكن من غير تفصيل، للذكر، هل هذه الفِرق، كافرة عندنا؟ لما قال صلى الله عليه وسلم:"تفترق أمتي .."الخ. فهل هذا افتراقٌ عن دائرة الإسلام؟ - تذكروا الدائرة - أم أنها إفتراق عن دائرة أهل الحق، مع بقائها في الإسلام؟ على الجملة، هذه الفرق لم تكفر، واضح إخواني؟ وإن سمَّى العلماء هذه الفِرق بأنها كافرة، لكن لم يكفِّروا أفرادها، [1] والدليل على هذا: أولاً: قوله صلى الله عليه وسلم:"تفترق أمتي"، فنسبهم إلى أمته، ثم تعامُلِ الصحابة معهم رضي الله عنهم، فهذا علي رضي الله عنه لم يكفرهم، وقد سئل عن أهل النهروان، هل كفروا؟ فقال"من الكفر فروا". [2]
فأولاً: نسبهم النبي صلى الله عليه وسلم إلى نفسه، إلى أمته، وثانياً: الصحابة، وهم الذين لم يختلفوا في هذه المسألة - فيه خلاف ولكنه يسير - و أن عامة الصحابة لم يكفِّروا هؤلاء القوم، يرونهم ضُلّالاً، يرونهم كلاب أهل النار. مامعنى كلاب أهل النار؟ بعض الناس، كقوله صلى الله عليه وسلم:"العاق لوالديه في النار". [3] مامعنى قوله"في النار"؟ - أنه خالد في النار - كما هو قول الخوارج، لكن عند أهل السنة معنى"أنه في النار"، أنه معذب في النار، بمقدار معصيته، إلا أن يغفر له بمبادئ الغفران. وهكذا"كلاب أهل النار"أي أنهم من أهل النار، وهم كلابها إلا أن تشملهم الله مغفرته، إذن هم معرَّضون للوعد؟ نعم. معرضون للوعد
(1) قال النووي رحمه الله:"المذهب الصحيح المختار الذي قاله الاکثرون والمحققون أن الخوارج لا يکفرون کسائر أهل البدع". (شرح النووي علي مسلم 2/ 50) .
(2) أخرجه البيهقي في السنن الکبري (8//173) وعبدالرزاق في"المصنف"برقم (18656) .
(3) ورد هذا الحديث، بهذا اللفظ: (ثلاثة لا يدخلون الجنة، العاق لوالديه، والمدمن من الخمر والمنان لما أعطي) . أخرجه النسائي في الکبري (2343) وأحمد (6180 ) ) . وهو حديث صحيح.