إذن هؤلاء يمدحون لنا الحضارات، يمدحون لنا حضارة الإسلام بما سقطت به حضارة الإسلام، الأفكار اليونانية، ماذا أفرزت، ماذا قَدَّمت؟، أفكار يونان، أفكار سقراط، أفكار غيره، أرسطو،؟ ماذا تقدم؟ ماذا تقدم لنا؟ ..
أن يتعلَّمها المرء ليعرف الباطل - ويتجنبة - .. عرفتُ الشرَّ لا بالشرِّ، ولكن بتوقِّيه، ومن لم يعرف الشر من الناس، يقع فيه، كقول حذيفة رضي الله عنه:"كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أساله عن الشر، مخافة أن يدركني .." [1] . هذا جيد ..
أما تتعلمها لتأخذ جانباً ربما لا تجده في الإسلام، لتملأ به شخصيتك وعقلك ومنهاج تفكرك، هذا خطأ ..
حتّى صار الآن، للأسف - و هذا بسبب الإسلام المنحرف الذي ورثناه عن آبائنا وأجدادنا - صار الآن سؤال لدينا، مَن الأحق بالقيادة للجماعة الإسلامية؟ الشيخ أم المهندس، أم الدكتور، أم الإداري؟ أليس هذا السؤال مطروح الان؟ من الاحق؟ .. الشيخ؟ طبعاً الآن، إجماع الأمة على أن الشيخ، ينبغي أن لا يتوسد القيادة!! .. ومعهم الحق!، لأن الشيخ في هذا الزمان، رجل منحرف، لأن الشيخ في هذا الزمان، رجل تشكيله العقلي، تشكيل منحرف، وإلا الأصل، فكتب الفقه، أن تُعَلمك الإدارة وتُعَلمك القيادة، فيها مِن الحِكم و .. أليس كذلك؟ .. لمّا تقرأ أنت"صحيح البخارى"لقيادة رسول الله صلى الله عليه وسلم لفرقةٍ من الفرق المحاربة، ألا تجد فيها معالم أُسُس الإدارية لفكرتك؟ لكن الشيخ الآن يذهب إلى كتب الفقه المتخلفة، كما سنتكلم كثيرا عن تخلف كتب الفقه المتأخرة الذي أنشات هذه العقول، وصار الشيخ لا يفهم هذه الأمور، ولذلك صار عندنا الآن إنفصال ما بين المفكر الإسلامى والفقيه الإسلامي، في هذا الزمان، إنفصام كبير بين الفقيه الإسلامي، الفقيه، الشيخ، فقط لحيته طويلة [2] ، وإذا سئل، يقول للناس، أقصروا أسئلتكم على مسائل النسك والأحكام الشرعية، فقط، كيف نصلي؟ هل نحرك أصبعنا أم لا نحرك؟ عندما نحج كم نقف في المني؟ هل النبيذ يجوز؟ .. هذه المسائل لمن؟ للفقيه، وأما مسائل العلم والبحث والمناقشة ومناظرة الأغيار وقادة الحركات، فهو لمن؟ للمفكر الإسلامي، والمفكر الإسلامي، لا تجده في حياته قد إطّلع على كتاب فقه واحد، والفقيه الإسلامى لم يطلع على عمق حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في قيادة الأمم وحركة الشعوب، وكلاهما منحرف، الفقيه المسلم في هذا الزمان وفي هذا العصر، رجل منحرف، شاة!!، لما تسمع منه كأنه"شاة"، الفقيه المسلم المعاصر شاة!! .. خَرِّجي معاهد الشرعية، هم طأمة الأمة في هذا العصر ..
إخواني! مجددي هذا العصر، لا تجد واحداً منهم تخرَّج من مدرسة شرعية رسمية، عامة من أفرز إبداعاً وعقلاً صحيحاً في أمتنا، لم يخرج من المدارس الرسمية الشرعية، الأزهر ماذا يخرج لنا؟ عاهات، رجلٌ، لا دنيا ولا دين، لما يتكلم في الدين غلط، ولما يتكلم في الدنيا،
(1) متفق عليه.
(2) الأن في کثير من البلدان، الفقهاء والشيوخ يحلقون لحالهم، وليس لأغلبهم لحية!!