فهرس الكتاب
الصفحة 93 من 224

وأي إسلام؟ إسلام المعتزلة. وصار من الإسلاميين المشهوررين، - قد يقول قائل: هذا ليس إسلامياً -، بالرغم أن الجماعات الإسلامية تتخفي تحت عباءته - ..

كذلك نجد من المعتزلة المعاصرين جماعات كبار، ولكن لا يستطيعون أن يصرِّحوا، لأنهم يريدون أن يحتووا الساحة، ولا يريدون أن يصرِّحوا لأنهم يحترمون فكر الإعتزال، من هؤلاء، مثلاً،"حسن الترابي"، الحقيقة، هذا الرجل، عنده إحترام وتقدير للمعتزلة أكثر من احترامه لمنهج أهل السنة والجماعة الصحيح، يحترم فكر الإعتزال بشدةٍ ..

كذلك"راشد الغنوشي"يصرِّح بأن فكر المعتزلة هو أفضل فكر وأنضج فكرٍ أنتجته المدرسة الإسلامية، يصرح به في كلامه، ولمّا ناقش في كتابه الذي ألفه هو"القَدَر عند ابن تيمية"، اعتبر أن ابن تيمية هو العقلاني والرجل المتنوِّر، لأنه وافق فكر المعتزلة في نظرته للقدر. له كتاب صغيرٌ، قُدِّم في الماجيستر في الكلية الشريعة الإسلامية، كان أحدى أبحاثه في تقديم هذا، واعتبر أن فكر ابن تيمية متنوِّر لأنه قريب من فكر المعتزلة في موضوع القضاء والقدر. والرجل - أي الغنوشي - قد جهل! .. ابن تيمية أين والمعتزلة أين؟! وأين ابن تيمية وفكره، وأين الفكر الإرجائى الذي يسمونه (السنة والجماعة) كذباً؟! بل هم الأشاعرة، وبينهما الفرق الشاسع الكبير كما تعلمون ..

القصد! أن المعتزلة المعاصرين، لهم وجود، الآن نستطيع أن نقول أن كثيراً من المشايخ، في إعتماده على النقل وردِّه النصوص إذا خالف العقل، يقترب أو يبتعد كثيراً أو قليلاً من فكر المعتزلة .. ، النص في الأصل، علينا أن نسلم له ولانرى قيمة للعقل .. ، المعتزلة يرون التحسين والتقبيح العقلي، - و هذا سنشرحه إن شاء الله في مكان آخر عندما نتوسع فيه .. - الأشاعرة يرون أن التحسين والتقبيح، شرعي فقط، وكلاهما ضال!، من يقول أن التحسين والتقبيح لا يثبت إلا بالشرع، فهو ضال، كما أن الذي يقول أن التحسين والتقبيح عقلي فقط، ويترتب عليه الإثم والأجر عن طريق العقل، فكذلك هذا ضالٌ منحرفٌ ..

المعتزلة، قلنا أنهم سقطت قيمتهم الإجتماعية وسقطت قيمتهم الدعوية بعد فتنة خلق القرآن، كان"المأمون"كما تعلمون، جاء ودعا إلى إحياء فكرة (خلق القرآن، وأن القول بأن الله يتكلم، هذا شرك وهذه وثنية، يجب أن يؤدَّب كل من يقول أن القرآن كلام الله، لأن هذا يناقض قضية التوحيد - عند المعتزلة -) .. من قال أن الله متكلم، فقد أثبت صفة الكلام لله عزوجل، وإثبات قديم غير الله، هو شرك وكفر، إذن هذا ينبغي أن يؤدب، أي: من يقول بأن الله سبحانه وتعالى قدتكلم ..

المأمون بلا شك كان متأثراً تأثراً كبيراً بالفلاسفة وبكتب التي أُلِّفت، أو التي تُرْجِمت من اليونانية إلينا، لأنه أول مفسدة دخل ..

للذكر إخواني! بعض الناس من الكتَّاب في هذا الزمان، يعتبر بان أوج حضارة أمتنا، عندما تلقَّت أفكار الأخرين، يعني ناسٌ الآن يمدحون تاريخ أمتنا - هذا لابدّ أن تسمعوه وأن تستوعبوه إستيعاباً جيداً، وإلَّا ضِعنا - .. الآن يأتي كثير من الكتَّاب في هذا الزمان ويمدحون لنا حضارتنا الإسلامية، يكتبون عن حضارتنا الإسلامية المشرقة، لكن عن أي حضارةٍ يتكلمون؟ هذا الذي نريده ..

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام