فهرس الكتاب
الصفحة 92 من 224

عليهم ففلُّوا جموعهم، وكانت الضربة القاضية عليهم في فتنة الإمام أحمد عليه رحمة الله، عندما فتنوا الناس على القول بخلق القرآن، والحديث عنها يطول ..

الآن منهج المعتزلة موجود على واقع الأرض في بعض الجماعات وبعض الأفكار وبعض التصورات، وهو الذي يسمى بمنهج"المستنيرة"ومنهج"المتنور"،"إحياء الفكر الإسلامى"، له أزلامه وله رجاله. مِن هؤلاء من يميل إليهم بالكلية، ومنهم من يميل إلى بعض أفكارهم ويستفيد منهم ويظن أن فيهم بعض الخير وبعض الهدي، والصواب خلاف ذلك. فالمعتزلة كلهم على بعضهم ضلالٌ في ضلال، والصواب هو منهج الحق، لكن هؤلاء المعاصرين في هذا الزمان عندما يخير الواحد منهم صاحب فكر وعقل، ويرى واقع أهل السنة والجماعة - بهذا الإسم الموجود الآن -، .. واقع أهل السنة والجماعة الآن للأسف، ليس هو الحق، في منهج أهل السنة والجماعة على الصحيح، كما سنتبين ..

الآن الذي حمل منهج أو لواء أهل السنة والجماعة، أناس إما جبريين وإما إرجائيين، وإما متصوفة. والآن كتب أهل السنة والجماعة، مثلاً كتاب أهل السنة والجماعة الآن المعتمد، لدى كثير من طوائف أهل العلم، وكثير من الجامعات والأماكن الآن، هو كتاب"شرح جوهرة التوحيد"عند الأشاعرة. وعند الماتريدية العجم، كتاب"عقائد النسفي"، وهذه عندنا، بالنسبة لدينا، لا تمثِّل أهل السنة والجماعة، هذه مناهج بدعية كما سنرى عندما نشرح قليلاً، عقائد الأشاعرة .. ، عندما يأتي المعاصر فينظر في القديم ويرى - مثلاً - منهج المعتزلة، يرى هم يحترمون العقل ولا يغيبونه، يحترمون إرادة الإنسان ولا يغيبونها، يراهم قوَّإلين للحق أمام الحكام، أمام من يرونه من الحكام المبتدعة، .. فيحترم هذه الصفة، ثم يرون في المقابل أناساً جبريين، أناساً إرجائيين صوفيين، يغيبون العقل، ولا يحترمون الإنسان ولا أرادته، .. فيقولون - أي هؤلاء المعاصرون - فيقولون: الأولى أن نميل إلى فكر المعتزلة ..

وعلى هذا فإن فكر الإعتزال، بدأ يخرج ببعض الصور، وبعض المعالم، وإن كان هؤلاء لا يقولون نحن معتزلة، ولكن يحترمونهم ..

أول من حأول إحياء فكر المعتزلة، هو"أحمد أمين"، على الرغم أن هذا الرجل لا يحترم الإسلام على الحقيقة، له ابن الآن خنزير من الزنادقة، اسمه"حسين أحمد امين"يحمل اللواء ضد كل ما هو إسلامى باسم الإسلام، له كتب منها"دليل المسلم الحزين"و غيره، هذا - حسين أحمد امين - موجود الآن في مصر وهو يكتب في الصحافة ضد الإسلاميين وحاقد عليهم بدرجة عإلية، يتكلم على طريقة"فرج فودة".. أما"أحمد أمين"، له عقدة فكرٍ، فيه إنبهار شديد بالحضارة الغربية، تلك الفترة - أي في عصر أحمد امين - كان فيه إنبهار شديد بالحضارة الغربية ..

القصد، أن"أحمد أمين"أحياه وحأول أن يحعل فكر المعتزلة الفكر النير، ثم بعد ذلك إتَّبعه أناس كثير يحملون فكره .. ، الآن المعاصرون، كثيرٌ منهم ممن يرى للعقل دوراً في التشريع والتحريم، بالتحسين والتقبيح، يعتمد على فكر المعتزلة، ضربّنا الأمثلة في الدروس الماضية، ممن يحترمهم ويراهم شيئاً كبيراً .. ، الغريب أن أغلب من يحترم فكر المعتزلة في هذا العصر، قد فُرِّخ من أليسار، قد خرج من أليسار، من الشيوعيين والإشتراكين وغيرهم، أي من أليسار، ومن هؤلاء مثلاً:"محمد عمارة"، كان رجلاً يسارياً، الآن صار إسلامياً،

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام