فهرس الكتاب
الصفحة 51 من 224

جواب النبي صلى الله عليه وسلم؟ لقال له:"التزم الحق، عليك ما أنا عليه وأصحابي، وإياك أن تَشُدَّ من الفرق الضالة". فهمتم إخواني؟ هذا مانعٌ ..

و المانع الثاني: إمامهم قديكون من أهل البدع، فهل يجوز لك أن تلتزم إمامهم وهو من أهل البدع؟ يعني بمعنى أن تلزمه بقوله في قضايا الإعتقاد، ها! ان تلتزم عقيدته؟ يعني 0 مثلاً - المأمون قال بخلق القرآن، فنقول له، عليك أن تعتقد بما يعتقد هذا الإمام، هل هذا يجوز؟ لا يجوز، إذن الحديث عن ماذا يتحدث؟ عن الفرق السياسية .. فيه إمام ممكن وفيه جماعات سياسية أخرى إسلامية - وقطعاً - البدعية، .. الآن الإمام موجود، ومع ذاك تخرج فرق بدعية تزعم أو تريد الخروج عن الإمام، ماذا يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لحذيفة؟ أن تلزم جماعة المسلمين وإمامهم، حتّى لو كان إمامهم بدعي، أن تلزم حكمه، وأن تلزم أمرته، ..

فالحديث يتحدث عن أمرةٍ سياسية .. إذن هذا الحديث ليس عن الفرق الإعتقادية، ولكنه حديث عن الفرق البغاة السياسية الخارجة عن الإمام ..

قال حذيفة: إذا لم يكن جماعة ولا إمام؟ ..

هذا مانع ثالث، لو كانت القضية، قضية التزام أهل الحق - أي عقيدة أهل السنة والجماعة - ماكان يسأل هذا السوال وجهٌ وفائدةٌ، لأنه سواء، وجد الإمام أو لم يوجد، عليك أن تكون مع أهل الحق، ..

إذن، حديث"ما أنا عليه اليوم وأصحابي"حديث عن الفِرق الإعتقادية البدعية الضالة. وحديث حذيفة هذا ..

متى لا يكون للمسلمين إمام؟ متي؟ أي حالةٍ من حالات الإسلام التي مرَّ فيها، لا يكون للمسلمين إمام؟ أي حالة؟ حالتين: إما بعدم الوجود الكلي، وهذه لم تكن إلا مع سقوط الخلافة الإسلامية، وإما عدم الوجود الجزئي، الأصل إذا وجد الإمام، ماذا نصنع؟ نلحق به، الآن سقطت الخلافة في هذا البلد وهذه المنطقة، سقط سلطان المسلمين في هذا البلد، فيجب على المسلمين إذا كان إمام المسلمين ودار الخلافة موجوداً، أن يلتحقوا به، وإن لم يقدروا الإلتحاق به، سقط عنهم هذا الجواب للعجز. فهذا سقوط جزئي، بالنسبة لهذه الطائفة التي عاجزة عن القيام بهذا الواجب ..

و إما أن تكون الخلافة، معدومةً كلياً، ولا يكون للمسلمين إمام ولا جماعة، ..

فماذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم عن هذه الحالة؟ الإعتزال،"فاعتزل تلك الفرق كلها"..

إذن هناك سؤال: فما هي هذه الفرق المأمور بإعتزالها؟ هل هي الفرق الإعتقادية؟ لا. بل هي الفرق السياسية وغير المسلمة، لأنه ما يسقط لفظ ال"فرقة الإسلام"إلا بكفر الحاكم، .. إلا أن تروا كفراً بواحاً [1] .. أنتهت جماعة المسلمين، ليس الإمام مسلماً وانفسخ عقد جماعة المسلمين.

(1) حديث متفق عليه.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام