فهرس الكتاب
الصفحة 52 من 224

فالحالة الوحيدة التي لا يكون فيها جماعة ولا إمام، كلياً في العالم، هي أن يكفر الإمام وأن تكفر طائفته، تنفسخ عقد دولة الإسلام، - إما دولة الإسلام الكلية المتمثلة بالخلافة أو دولة الإسلام الجزئية في بلدٍ من البلاد - حينئذٍ هذه الفرق التي أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بإعتزالها، هذه الفرق هنا بمعنى أولاً: الفرق السياسية .. ثانياً: الكافرة .. فهمتم؟! ..

حينئذٍ عليك أن تعتزلها، إذا كان إمام المسلمين موجوداً في بلدٍ آخر، فاذهب إليه، وإذا لم يوجد"فاعتزل". هل الإعتزال هنا، يمنعك من التزام جماعة الحق إذا وُجِدت في بلدك؟ لا، لا يمنعك .. لأن الحديث الآخر (ماأنا عليه اليوم وأصحابي) يأمرك أن تكون دائماً مع أهل الحق، دائماً في كل وقت، ولكن إياك والفرق التي تفترق عن حكم الله فتخرج من جماعة المسلمين وإمام المسلمين .. بمعنى هذا الذي ترونه في هذا الزمان ..

يعني لو لم يكن إلا هذا الحديث - اى حديث حذيفة - لكان كافياً أن"محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم"فهمتم هذا؟! هذا الحديث يصوِّر واقعكم، ها هي الفرق، لا يوجد جماعة ولا إمام للمسلمين،. والفرق الكافرة، أو الجماعات الكافرة وتحت أمرة الكفار، ما هي؟ الأردن فرقةٌ - أي الحكومة الأردنية - و السورية فرقة والسعودية فرقة، والخليج فرقة والمغرب فرقة ومصر فرقة وهكذا .. هذه هي الفرق!، فعليك أن تعتزلها .. وإذا وجدت أهل الحق، تعمل معهم لأنه ينبغي أن تعمل دائماً - سواء وجد الإمام أو لا يوجد - عليك أن تكون دائماً من أهل الحق، لكن إذا لم تجد إلّا نفسك، فاعتزل، وأجلس ولو أن تعض على جذع شجرةٍ ويأتيك الموت وأنت على ذلك ..

ممكن أن يقول رجل، أنا أدخل في هذه الفرق، من أجل كسب الرزق والطعام .. ، والحديث - كما ترون - يتحدث عن الطعام والشراب .. و في الحديث إشارة إلى أن إذا قال رجلٌ: أرأيت يا رسول الله إن إتبعت هذه الفرق، فأكلت من طعامها وشرابها فقط؟ قال صلى الله عليه وسلم: لا إياك أن تكون معهم، فاعتزل، ويكفيك الله بما كفي به عباده المسلمين ..

هذه الفرق إياك أن تكون لهم شرطياً، أو عريفاً أو موظفاً، أو .. أو .. [1] اعتزل اعتزل!، ولو أن تموت جوعاً، إياك أن تقرب هذه الفرق ..

إذن الذي فهمتم مِن"فاعتزل تلك الفرق كلها"هي الفرق السياسية، إذا وُجِدَ إمام المسلمين، تلتحق به وجماعته .. و إذا لم يوجد فعليك بأهل الحق دائماً .. فاعتزل تلك الفرق السياسية .. ها! .. أما الفرق بمفهوم الديني، دائماً أنت مع من؟ مع أهل الحق، مع أهل السنة والجماعة دائماً - وجد الإمام أم لم يوجد -.

(1) عن أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ليأتين عليكم أمراء يقربون شرار الناس ويؤخرون الصلاة عن مواقيتها فمن أدرك ذلك منكم فلا يكونن عريفا ولا شرطياً ولا جابياً ولا خازناً»./هذا في الأمراء السوء من المسلمين، فما ظنک بالأمراء والحکام المرتدين الکفرة أعداء الله!!. {الحديث رواه المنذري في الترغيب والترهيب (790) . ورواه ابن حبان في صحيحه (4669) . وأخرجه أبويعلي (1115) . قال الهيثمي:"رجاله رجال الصحيح خلا عبدالرحمن بن مسعود وهو ثقة". - صححه الألباني في السلسلة الصحيحة (360) - ورواه الطبراني في المعجم الکبير بلفظٍ آخر عن ابن مسعود موقوفاً برقم (9385) } ."

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام