فهرس الكتاب
الصفحة 49 من 224

ومن ضمن البيعة والعهد الذي تعاقدوا عليه، أنه مُعين عندهم، لو أن الخليفة - مثلاً - شرب الخمر، أن يأمروه بالمعروف وينهوه عن المنكر. يعني حتّى أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مطلوبٌ منهم أن يقوموا به على خليفة المسلمين، وهذا هو الذي قام به عامة علمائنا في التاريخ .. ، فإذا كانت الخلافة قأئمة وأمير المسلمين موجود وشوكة وقوة ومنعة لهم وقامت الأحكام، ومع ذلك يجوز مثل هذه الجماعات التي تقوم على حقٍ قُصِّر فيه أو قيل بخلافه، فهل علينا أن نتوقف ولو قليلاً، لنقول بأنّ هل يجوز أو لا يجوز هذه الجماعة مع عدم وجود الخلافة وعدم وجود الإمام الممكن؟! فما هو وجه قول أغبياء هذا الزمان وجهلة وصبيان هذا الزمان أن يقولوا بأن الجماعة والتنظيم والبيعة والعهد مع عدم وجود الخلافة، أنها بدعة؟ ما هو وجه قولهم؟ إلّا أنّ هؤلاء - فقط لأمر واحد - إمّا أن يكونوا عملاء للطواغيت، وإما أن يكونوا، وصل درجة جهلهم إلى أن ينكروا أن تسير القرود على صفة جماعات! .. ، لو رأيت القرود لرأيتها تسير على هيئة الجماعات ..

النبي صلى الله عليه وسلم أجاز - بل أمر - أن يكون هناك أمير سفرٍ مع وجود أمير الخلافة، ففي هذا الزمان جماعةٌ من جماعات الحق .. هذه الجماعة - حتّى نستحق أن نسمى بأننا أهل السنة والجماعة، ليس فقط إعتقاداً ومعرفة وتصوراً ولكن حقيقةً وواقعاً -، هذه الجماعة واجبة في هذا الزمان أو ليست واجبة؟ واجبة بلا شك، واجبة وآثمٌ من لا يكون في جماعة ..

الآن قد يتبادر إلى بعض الأذهان حديث حذيفة رضي الله عنه، جاء في هذا الحديث أن الحذيفة رضي الله عنه يقول: (كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركنى فقلت يا رسول الله أنّا كنا في جاهليةٍ وشرٍ فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شرٍ؟ قال:"نعم"قلت: وهل بعد ذلك الشر من خيرٍ قال:"نعم وفيه دخنٌ"قلت: وما دخنه؟ قال:"قومٌ يهدون بغير هديي، تَعرِف منهم وتُنكر". قلت فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال:"نعم دعاة إلى أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها"قلت: يا رسول الله! صفهم لنا. قال:"هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا"، قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال:"تَلزَم جماعة المسلمين وإمامهم". قلت فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال:"فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتّى يدركك الموت وأنت على ذلك".) . متفق عليه.

للذكر، أنَّ في هذا الحديث دليل على أن الجماعة تُطلق على المعنى الثاني"جماعة المسلمين المنطوين تحت راية إمام مُمَكن"، والجماعة في هذا الحديث ليس بالمعنى الأول وهو"الإسلام"والّا فالحذيفة مأمور بأن يلتزم الإسلام في"الشر"و"الخير". وهذه قضية خارجة من مناط النقاش.

في هذا الحديث نجد أن رسول الله صلى الله على وسلم قال لحذيفة:"أن تلزم جماعة المسلمين وامامهم". وقال في جواب قول الحذيفة - فان لم يكن لهم جماعة وامام - قال:"فاعتزل تلك الفرق كلها"..

إخواني! تقرر لديكم أن الفِرق البدعية بوجود الإمام وعدم وجود الإمام، يجب أن تعتزل والإلتزام بأهل الحق، يكون في كل حال، يجب عليك أن تكون مسلماً وأن تكون من أهل الحق وأن لا تخرج عن الإمام، هذا عليك أن تكون هكذا في كل حال. أي أن لا تدخل في فرقة وفي

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام