فهرس الكتاب
الصفحة 35 من 224

قطعات المسلمين، كذلك - الذوق يسير كثيراً من قطعات المسلمين، تقول لرجل لماذا تمشي مع هذه الجماعة؟ يقول: هناك أحسستُ بقلبي، في هذه الجماعة رأيت راحة قلبي! .. تسمعون هذا الكلام؟ كثير من الناس يحتج لدخوله في الفرق والجماعات براحة قلبه، بالذوق، ما يذوق. يقول هذا قلبي أين يرتاح ذهبت! ..

ولو أخذنا بنظام الذوق ونظام العقل، كل شيءٍ في الدنيا .. الخمر - مثلاً - تؤلم أو لا تؤلم؟ تؤلم، ولكن فيها كذلك بعض الترياق على السم، فيها أو ليس فيها؟ فيها .. ، كما في القدر، اختلط المصالح والمفاسد، كذلك في الشرع، فمن هذه المصالح ما يذوقه المرء ويحسه، فيقول أنا أحس بقلبي مع هذه الجماعة، - مثلاً الصوفي - يقول:"والله كيف تريدني أن أقتنع أن هذه الحضرة - الحضرة الصوفية - لا قيمة لها، وأن أخرج منها وقلبي مملوءٌ بـ - الذوق الذي يسميه هو - الإيمان؟! .. كذلك عامة جماعة التبليغ - مع الإحترام والتقدير لما فيهم من الخير - إذا سألتهم ما دليل حقانيتها؟، يقول لك جواباً واحداً:"لقد شعرتُ بقلبي في هذه الجماعة، خرجتُ معهم، والله لقد انشرح صدري .."."

الذوق، هذا، ليس له قيمة في دين الله، متى يكون له قيمة؟ هل الذوق له قيمة في دين الله؟ كما أدركنا أن العقل له قيمة، وهو إدراك عظمة النص ليوافق الحق الكوني الذي بسطه الرب عزوجل في خلقه. كذلك الذوق هل له قيمة؟ نعم. أين؟ بعد أن ترى النص. فكل ذوقٍ تراه بع ذلك موفقاً للنص، فهو ذوقٌ صحيحٌ وليس متوهم، وليس من تلعُّب الشيطان بك لأن الشيطان قد يغْري، يفتح لك الأبواب، من العسل الممزوج بالسمِّ الكثير ..

إذن، فهؤلاء الجماعة - أى أهل السنة والجماعة - يأخذون مصدر التلقي عندهم واحداً، لا يقولون بحق إلا وقد شهد له الشرع، - كما قال ابن القيم - الدينار كيف تعرف أنه مُزيف أو غير مُزيف؟ إذا كان خارجاً من مصنعٍ له حقانية السك، بمعنى أنه إذا خرج من مَصنَعٍ مُزيف، أي من سكةٍ مسكوكةٍ بسكةٍ أخري، فإنك لا تلتفت إليه .. ، كذلك الحق لا يكون عندك حقاً إلا إذا كان مصدوراً ومطبوعاً أين؟ من مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، من فم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا مقتضيات"لااله الا الله محمدرسول الله"أي انك لا تُقَدِّم بين يدي الله ورسوله ..

فمصدر التلقي عندهم واحد، لا العقل يشارك بالتشريع ولا الذوق ولا المنامات ولا أي شيءٍ آخر.

سؤال: ما هذا المصدر؟ الجواب: فقط الكتاب والسنة. أهل الأصول يزيدون القياس والإجماع، ولكن في الحقيقة، القياس والإجماع لا ينشئان حكماً.

أهل الأصول وأهل العلم يقولون في القياس، أن القياس لا ينشيء حكماً ولأينشيء حلالاً ولا حراماً ولكنه يكشف الحلال الموجود في النص الذي لم تستطع أن تهتدي إلى النص، أو لم تستطع أن تهتدي إلى فهم النص، فالقياس ليس مصدراً للتشريع، وتفصيل هذا الموضوع ليس هذا مكأنه، هذا في دورة الأصول إذا قدَّرَه الله ..

ثم الإجماع لا ينشيء حكماً، لو أن كل العالَم اجتمع على كفرٍ، أو أقرَّ الكفر، ومنهم المنسوبون إلى أمة محمد ٍصلى الله عليه وسلم - و هذا غيرممكن -، هل يصبح الكفر ديناً

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام