تستطيع أن تكون نصرانياً مع إمكانية أن تعمل في جماعة بعثية، وكذلك يجوز لك - و أنت نصراني - أن تكون متديناً نصراني ومع ذلك تكون تحت أمرة منظومة سياسية شيوعية، فهذا لايؤثر عليك وعلى ديأنتك!!
بعض الديانات، لاتهتم بهذه القضية، وأغلب مشايخنا في هذا الزمان يطرح الإسلام بهذه الصيغة، ما هي الصغية؟ أنت مسلم بريطاني، أنت مسلم أردني، أنت مسلم أمريكي، أنت مسلم شيوعي!، أنت مسلم إشتراكي!، أنت مسلمٌ بعثي!، أنت متدين بعقيدة ما وهذا لا يتأثر بصفة الجماعة التي تنتسب إليها، أو أنت مسلم ممتثل تحت أمرة قبيلة ال"واق واق"وأنت مسلم ممتثل تحت أمرة قبيلة"فهد بن عبدالعزيز".. وهكذا .. لايتأثر أنتسابك للإسلام بدخولك في جماعة ٍمن الجماعات، هذا لايؤثر عليك ..
هذا الطرح .. ، الإسلام لا يقبله، لابدّ من علاقةٍ بين المسلمين، ولايستحق المرء أن يكون من الفرقة الناجية - بل هو من أهل النار - إذا لأينتظم في جماعة ترفع شعار الإسلام، وعلاقة فيما بينهما كما كانت علاقة محمدٍ صلى الله عليه وسلم - ليس كنبي، ليس بصفة نبي، ولكن بصفة قائدٍ - لجماعة من الصحابة، ليس بصفتهم أتباعاً للنبي، ولكن بصفتههم جماعة لقائدٍ ما، كما هي نفس الصفة .. ، الآن النبي صلى الله عليه وسلم يحمل صفتين، الصفة الأولي، صفة النبوة، والصفة الثانية، صفة القيادة. ذهب صفة النبوة بوفاة النبي صلى الله عليه وسلم، فلابدّ من أن يوجد ويبقى صفة القيادة. فالعلاقة بين الصحابة وأبي بكر، كالعلاقة بين الصحابة ومحمد صلى الله عليه وسللم من جهة كونه قائداً.
هذه العلاقة، من لم يدع إليها ولم يعتبرها من الإسلام ويموت دونها لايستحق أن يعتبر من الفرقة الناجية ومن هنا كانت ضرورة أن يقول صلى الله عليه وسلم عن الفرقة الناجية،"ما أنا عليه اليوم وأصحابي". فلو كانت القضية قضية السنة، أو الدين - بمعنى الإعتقادات والشعائر العبادية والطاعات الشخصية الفردية -، لما كان ضرورة أن يقول"ما انا عليه وأصحابي". ولو كانت القضية قضية النبوة، أى أنهم أتباع لمحمدٍ صلى الله عليه وسلم فقط، لصفته نبياً، لقال"ما أنا عليه"، أى أنكم تكونوا مثلي، فيما أمركم به بصفة النبي، وفيما أُعَلّمكم له بصفة النبي وما أقوم به بصفة النبي .. ، ولكن لماذا ذكر الجماعة هنا؟ ليدل على طبيعة العلاقة في داخل منظومة التي يسمى"بأهل السنة والجماعة"او"الفرقة الناجية"فهمتم هذه القضية؟! فقوله صلى الله عليه وسلم هنا"الصحابة، او أصحابي"ليددل لى طبيعة العلاقة بين المسلمين جميعاً وهي الجماعة.
فـ"ما أنا عليه"هو السنة، و"ماهم عليه جميعاً"من طبيعةٍ عمليةٍ سلوكيةٍ، اسمها ماذا؟"الجماعة". وخروج أهل البدع عن مفهوم أهل السنة والجماعة قديكون خروجاً بمفهوم السنة وقد يكون خروجاً بمفهوم الجماعة، بمعني: هناك فِرَقٌ ما، تأتي إلينا وتقول: نعم! أنا ممتثل أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل ما يأمر وينهي ولكن لا أدخل في الجماعة، - الجماعة الآن نحن سنبينه - فإنه يكون مبتدعاً ضالاً، كما إذا قال: أنا لا أدخل في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهمتم إخواني؟ واضحاً هذا؟ ..
الآن، أنا سأتكلم - الحقيقة - على بعض الأمور المبينة في هذا الحديث وهي التي نحتاجها في زماننا هذا، هذا الشعار"ما أنا عليه اليوم وأصحابي"أي"السنة والجماعة"، نحن الآن