الآن، جزءٌ من الإنحراف، في قضية الذهني والعقلي.، كلمة"التأويل"، عطلنا حقيقتها، والله سبحانه وتعالى تعامل بالمعنى الحقيقى لها. لكن إذا دخل الإنحراف في كلمة"التأويل"، فيأتي ويفسر القرآن على كلمة"التأويل"، بحسب تفسيرها الخطأ لديه! ..
ما هو التأويل في لغة المتأخرين؟
كل شيءٍ في الدنيا، خلقي ومعنوي، فتنةً من قبل الله وحقيقة ..
الآن، هذا الورق أبيضُ، هل ممكن أن نكتشف فيه شيئاً من السواد؟ هل ممكن هذا؟ نعم، ممكن، بل لايمكن أن يكون أبيضاً خالصاً مائة بالمائة (100%) ، يعني: ليس في الدنيا المطلقات، أو ( .. ) ، الآن الخمر! هل فيه المنافع؟ نعم. لماذا أقام الله المنافع في الخمر؟ فتنةً للناس، حتّى يمتحنهم، ولا يمتحنهم بخلاف الحقيقة، .. ، هل الشارع امتَحَنهم بخلاف الحقيقة؟ هل قال لهم: الخمر جيدة وطيبة ومفيدة، ومع ذلك حرمتها عليكم؟ هل هكذا؟ لا. هذا كقول الظاهرية. نحن الذين نقول بالتعليل وبالحكمة في أفعال الله وأحكامه. فإذن الحقيقة، أن الشارع تعامل مع الحقيقة. ماهي الحقيقة إخواني؟ هو ماذا؟ الظاهر. ماهو الظاهر عندنا؟ هو المعنى المتبادر إلى الذهن إبتداءً، أو ما إستقرت عليه أصلاً، في لغة العرب.
الآن، مامعنى التأويل عند المتأخرين، في لغة أهل الكلام؟ هو: {صرف اللفظ عن ظاهره إلى معنى آخر محتمل بوجود قرينةٍ، بوجود دليلٍ جَعَلْنا نَصْرِف اللفظ عن الظاهر إلى معنيا آخر .. } . هذا الكلام باطلٌ! السبب: ماهو المعنى الظاهر؟ هو المعنى الذي رافقته قرينة، فإذا وُجِد بالقرينة، لا يسَمَّى التأويل، بل هو المعنى الحقيقى المراد من اللفظ حينئذٍ. كيف؟ أضرب لكم مثالاً:
"يد الإنسان، يد الحيوان، يد الكرسي، ..". الآن لنأخذ واحدة واحدة:"يد الإنسان"، ما هو المعنى المتبادر إلى الذهن منه ابتداءً؟ اليد. ولو قلت"يد الحيوان"هل تقول: هذا تأويل، وصرفت اللفظ من ظاهره الذي هو أصلاً في الإنسان إلى معنى آخر محتمل وهو الحيوان، لقرينة لفظية، وهي وجود لفظ الحيوان؟ هل تقول هكذا؟ لا. أم هو حقيقة، والظاهر هنا، غير الظاهر هناك، بالرغم من إشتراك الالفاظ .. ، هل كان في هذا تأويلاً؟ لا. ولكنهم سموه تأويلاً!، لماذا سموه تأويلاً؟ قالوا لأن"اليد"، حقيقة في الإنسان، ومجاز في غيره - أو في الحيوان - فلابدّ من التأويل!! ..
الآن نأتي إلى بعض الأمثلة: نحن لمّا قلنا"يدُ الله"، هل تحتاج لتأويل؟ - والتأويل بمعناها الحقيقي، هل لها تأويل؟ نعم. إلى حقيقة ذهنية موجودة، حقيقة ذهنية بمعنى التفسيرية، لا التكييفية، لأن الحقيقة الذهنية لها قسمان: 1 - حقيقة تكييفية. 2 - حقيقة تفسيرية. فالتفسير واضح لنا، لكن الكيفية مجهولة لنا. لأنَّها غيب ..
الآن، فهي معنيا التفسير في أذهاننا موجود وحقيقة على أرض الواقع في ذات الله سبحانه وتعالي، هل له يدٌ حقيقيةٌ، إسمها اليد؟ وتليق بجلاله؟ نعم.
قالوا - أي المبتدعة -، هذه اليد، يدالله، ليست حقيقة على الله، هي حقيقة على الإنسان، أخذت على الله مجازا!، لوجود قرينة، أنها نُسِبت إلى الله!! هذا هو التأويل عند هؤلاء ..