الآن، ماهو إرتباط هذا بالشريعة؟ الشريعة، تكشف لك إياه، وتقول لك، هذا حلال وهذا حرام، هذا تعامل معه، وهذا لا تتعامل معه، .. و أيُّ تجاوز بحقائق الأسماء، لإطلاقها على غيرها، فالدينُ خلاص! إنتهي! ولا يبقى منه شيء ..
دورنا نحن الآن، أن نُصلح إرتباط الحقيقة اللفظي بالحقيقي، يعني الآن المصيبة لدينا - نحن المتدينين، أما غير المتدينين، فأمرهم واضح، لأنهم لم يدخلوا في الدين بالكلية -؛ الآن ضلال المتدينين بماذا؟ أنهم مازالوا يتعاملون مع النص، لكن أين ضلالهم؟ في إنزال النص على غير وقائعه. لأن الأسماء التي موجودة في أذهانهم، غير حقيقية.
والضلال من المشايخ في أنهم ينزلون الألفاظ الشرعية على غير حقائقها، لمّا تسألوهم عن حكم الله المجرد المطلق، هل يجيبونك بالصحيح؟ نعم يجيبك بالصحيح، لأنه يعلم حكم الله، لكن لما يأتي إلى الواقعة ( .. ) التزوير، يذهب ويتناول النص، ليلائم التزوير، فهو يلائم التزوير بتناوله للنص .. ، والحقيقة تَغير، لكن بقي"سحروا أعين الناس واسترهبوهم [1] "!، سحرة فرعون، سحروا أعين الناس، وسحرة طواغيتنا سحروا عقول الناس!، السحر عند سحرة فرعون وتزويرهم وقع على ماذا؟ الذهني. لكن عند سحرة طواغيتنا أين وقع؟ اللفظي. هل سمَّى النبي صلى الله عليه وسلم التزوير اللفظي سحراً؟ نعم. قال صلى الله عليه وسلم: (إن من البيان لسحراً) . [2] والسحر كفرٌ وشرك. ولذلك، أصحاب الطواغيت من هؤلاء المشايخ والصحفيين والمتكلمين في حقائق الحياة الآن، كلّهم مزوِّرون، كذّابون، دجلة، سحرة، وحكمهم حكم السحرة ..
الآن، لو أن شيئاً يكون غائباً عن عينك، وهو عينية موجودة، لكن غائب عن عينك، مثلاً:"الكتاب"، رجلٌ لا يعرف ماهو الكتاب، فأردنا أن نبين له ماهو الكتاب، فما هي الطريقة التي نستخدمها، ليصبح الكتاب العيني، مفهوماً لديه في لفظه وذهنه؟
إذن نريد أن ننقل الأمر من حقيقة إلى حقيقة (حقيقة لفظية، ذهنية، حقيقية) . والإختلاف بين الحقائق، يصير أسطورة، أي الوجود الذهنية للشيء دون وجود حقيقي له. الذي قال بالإمامة - بالمفهوم الذي لدى الروافض -، هل لها وجود حقيقي؟ لا، فهي أسطورة، شرك، ضلال، رجلٌ اعتقد أن القمر انكسف لأنه مات فلان! هذا ما اسمه؟ الشرك، هذا هو الشرك، الشرك، عدم وجود الحقائق. وهل هذا الشرك أكبر أو أصغر، فهذا بحسب مقدار الشرك الذي مارسه الرجل، يكون أكبر أو أصغر. أرجو أن تكون هذه القضية قد إتضحت لديكم.
الآن هناك لفظٌ، واحد أُطلِق عليه لفظٌ، لا يعرف هذا الرجل حقيقته فنحن نريد أن نُعرِّف حقيقته له بأمرين أو بطريقتين، ماذا هو الأمر الأول؟ أن نُحضر له حقيقة الشيء. نأتي بكتاب، ونقول له هذا هو الكتاب. ثانياً: ان نُفسِّره له، مثلاً ليس لدينا كتاب لنحضره له، فنفسره له بأن نقول مثلاً: الكتاب أوراق، ورق مصنوع من كذا ومن كذا، ومكتوب فيه و .. ، فيصبح لديه معرفة ذهنية تصورية له. - بحسب قدراته وقدراة الشارح - ..
الآن، هذا هو التأويل في لغة القرآن ..
(1) الأعراف 116.
(2) رواه البخاري (باب ان من البيان لسحراً) رقم (5325) .