ومنهج الشيعة إلينا ماهو؟ الخبيث الشيعة إذا أرادوا أن يتكلموا على عائشة - مثلاً - جمعوا لك أمثال هذه الأحاديث، ويقولون: أنظروا، هذه عائشة .. ، وإذا رأى قتال الصحابة في مسألة يقول: لا يمكن الصحابة - إن كانوا أهل الخير والصلاح - أن يكون عندهم رغبة في المال ولا رغبةً في الملك! ..
هل هذه الفطر البشرية، ممكن، لأى مرتبة من تربية الدنيا، أن تلغى بشريتها، أو تغلي فطرها؟ .. الإسلام لا يلغى الفطرة، الإسلام يقوم الفطرة، رغبات المال تبقى في الفطرة قأئمة، ما من إنسان في الدنيا الا ويحب المال، ولايمكن للرجل الا ويحب النساء، رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحب النساء [1] . واضح إخواني؟ ..
ولايمكن لإنسان أن لا يشتهي الطعام، أولياء الله الذي ذكرهم الله تعالى في كتابه - أهل الكهف - الذين تركوا الدنيا، ومع ذلك لما أرسلوا رسولهم ليأتيهم طعاماً، ماذا يقولون؟
ائتنا بـ"أزكى طعام" [2] ، نعم، ..
الصوفية أدخلوا فينا هذه الأفكار، فأوصل لدينا أن فطرة الإنسان يمكن بتربيتها عن طريقةٍ ما، أن تلتغى لديه الشهوات فيصبح الإنسان بلا هوي ..
هذه النقطة أردت أن أذكرها من أجل أن نبين أن الهوى لا يمكن أن يلغى من الإنسان، ومن هنا فان الرب، وهو ربّنا، علينا أن نطيعه لأنه هو الذي خلقنا وهو الذي أوجدنا، لو لم تكن هناك جنة ولا نار، فيجب علينا أن نطيعه ومع ذلك ساقنا الله سبحانه وتعالى إلى طاعته عن طريق رغبات النفس، وهوالجنة، ساق عباده إلى الجنة وذكر لهم النساء وذكر لهم الطعام وذكر لهم الشراب، ساقهم إلى طاعته وجعل طلب هذه الرغبات ديناً ومن تركه فإنه لايسمى مسلماً. فإذا قال الرجل - لربه - أنا أعبدك، ليس خوفاً من نارك، فهو إذا لم يخف النار لم يستجب لأمر الله تعالى بأن يخاف النار، لأن مِن أوامر الله تعالى أن يخاف النار [3] وإذا قال رجل ما، أنا لا أعبدك طمعاً في جنتك فقد عصى الله بعدم الرغب والرهب [4] ..
هذه مقدمة لنا، لنرى إذا نشأت فكرة ما، لدى الإنسان، فكرة خاطئة، إلى أى درجةٍ يصل هذا الإنسان من الخذلان وعدم الإقبال على العمل. إذن"العلم الحقيقى الموافق للواقع هو أساس تشكيل إرادة الإنسان". والإرادة هي تتشكل بالعلم والقوة الدافعة، وبعد ذلك، ليس هذا فقط، ولابدّ أن يكون عنده القدرة، ومن القدرة عدم وجود الموانع. - وهذا سنفصله في باب العمل، لنرى كيف يحصل العمل لدى الإنسان، من أجل أن نرى موافقة كلام الشارع مع حقيقة حركة الإنسان -.
(1) عن انس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: حبب الي من الدنيا النساء والطيب وجعل قرة عيني في الصلاة. {رواه النسائي في السنن رقم 3939 .. وقال الشيخ الألباني: حسن صحيح} .
(2) سورة الکهف (19) ..
(3) قال تعالي: (لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ) الزمر 16.
(4) قال تعالي في شأن نبيه زکريا (عليه السلام) : {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} . الأنبياء: 90.