فهرس الكتاب
الصفحة 196 من 224

نظام السياسة، وتغير نظام الإجتماع، فلا، ولا دخل لهذا في الدين! .. ، الآن، ما الفرق بين"بريتانيا"و"المملكة العربية السعودية"؟ ما الفرق؟ لا فرق، لا يوجد فرقٌ في نظام الحياة، القيم الحياة العظمى التي تحكم المجتمع ماهي الفرق؟ لا فرق ..

بين بريتانيا وبين مصر، ما الفرق؟ فقط هؤلاء الجماعة .. ، هذا الخبيث - يقول: دين الدولة الرسمي هو الإسلام، وما مفهوم الدين عندهم؟ أنه أن القرآن حق، ونحن جماعة نصدِّق بأن القرآن حقٌ، ولا نقول - كما يقول النصارى - أن محمداً صلى الله عليه وسلم مفتري كذاب .. ، وفي الواقع والعمل، لا فرق بينهم وبينهم .. ، فهمتم خطورة هذه المسألة؟.

الآن المسلمون، لما وقعت بهم هذه المصيبة، صاروا يجعلون الكفر - الذي هو ضد التدين الإسلامى عندهم - هو من أتى بأخبارٍ مناقضة عن أخبار القرآن والسنة، فقط، أما رَجُلٌ جاء بأوامر وتشريعات ودين متعلق بالأحكام، بالولاء والبراء، بالقضاء والتشريع، مخالفٍ لأحكام القرآن، فليس هذا عندهم بكافر. إذن هم لمّا يقولون عن جماعةٍ"كفار"، ينظرون لأيِّ شيء؟ فقط الأخبار، الآن، النصرانية، هل عند المسلمين كفر؟ لماذا يقولون بكفرها؟ لأنها فقط .. ، الأخبار .. ، أمّا قضية (ما للقصير للقيصر، وما لله لله) ، هذه يقولها"سيد طنطاوي"أيضاً، وليس بها باس!!

الآن، نأتي إلى الشيوعية، الشيوعية هل تقول للناس عندي أخبار مناقضة لأخبار القرآن والسنة؟ نعم. ولذلك هم - أي المرجئة، سريعاً جداً مع غبائم الشديد - إكتشفوا أن الشيوعية كفرٌ، يعني - مع غبائهم الكبير - لماذا؟ لأنها متعلقة بالأخبار لأنهم ينكرون وجود الله والقيامة و .. ، لو واحدٌ جاء وقال، ليس هناك جنة ولا نار، هذا كافرٌ عندهم .. ، ولو واحدٌ جاء وقال لهم: طيب! نحن قضايا الأخبار لا دخل لنا فيها، ولا ننكرها، نحن نريد فقط أن نضع النظام الإشتراكي، هل هذا كافرٌ عندهم؟ لا. ولذلك يقولون هذا مسلمٌ إشتراكي! وهذا، موجود، وواقع، نراه في أرض الواقع ..

فلذلك، الشيوعيون أدركوا خطأهم، فجاؤوا في عملية"إعادة البناء=البروستريكا"، ليلحقوا بركب فرقة أخرى التي هي أثمرت في بلاد المتدينين الأغبياء الذين هم المسلمون (من أهل البدع) ، وهي فرقة"العلمانية"..

الآن الشيوعية تطرح نفسها - فيما أعتبره بما يسَمَّى"إعادة البناء"- من خِلال عقيدة القوم، أنه إمرار الشيوعية من خِلال عقيدة القوم (المسلمين) ، بحيث لا يناقض عقيدتهم، لا يقول - مثلاً: القرآن كذبٌ، ومحمد صلى الله عليه وسلم ليس نبي و .. ، لا يطرحون هذه القضايا، لكن الإشتراكية تمشي، من غير مناقضة لعقائد هؤلاء الناس، هذا هو إعادة البناء - في الحقيقة -، وهذا صرَّح به أكثر من خنزيرٍ من خنازيرهم، ..

الشيوعية فشلت لأنها جماعة جاءت تطرح ديناً عند الأمة - الدين، بالمفهوم الذي عند الأمة -، لكن العلمانية، لا تطرح ما يتصور ديناً عند أهل الملة، لا ..

العلمانية طبعاً، هي اللادينية. تقول: نحن في مسائل الأخبار لا نتدخل، أنت لك أن تقول"محمد رسول الله"، أنت حرٌ أن تقول:"أنت لا ديني"، أنت حرٌ، أن تقول"قرآن كلام الله"، أنت حرٌ .. ، هذا لادخل لنا فيه، الجنة والنار والغيب والملائكة والجن و .. ، هذا كلامٌ لا نتدخل

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام