فهرس الكتاب
الصفحة 195 من 224

الشيوعية، هل فيها أخبار؟ نعم، تقول في معتقداتها:"ليس هناك جنةٌ ولا نار، وليس هناك رب ولا خالق"- العياذ بالله -، هذه قضايا أخبارية تطرح. ولمّا جاءت للأحكام، هل وضعت للناس تشريعات؟ نعم. الإقتصاد لها فيه أسلوب معين، والسياسة لها أسلوب معين، والإجتماع، راجع نظرات ماركس ولينين، تجد أن هناك قانون ونظام إجتماعي معين، وضعوه، والنظام الإقتصادي، نظام إشتراكي ..

إذن إخواني! الشيوعية أيضاً، تحمل أخباراً وأحكاماً، إذن هي دين ..

فهمنا ما معنى الدين الآن؟ ..

الآن نأتي: المسلمون يعتبرون أن الدين فقط هو الأخبار، المسلمون المبتدعون، وهم عامة أهل الملة بعد القرون المفضلة وبعد غلبة الأشاعرة، للأسف، بعد أن جاء أعمدة كبار، نشروا الفكر الإرجائي، على رأسهم"الجويني، الغزالي، الرازى"، هؤلاء الكتل الكبيرة من الأئمة .. ، ليس الآن مكان ذكر كيف تم هذا الأمر ..

الآن ما معنى المتدين والمتدينين عند أهل الملة؟ رجلٌ يصدِّق. يعني يقول أن القرآن حقٌ. هذا هو المتدين عند أهل الملة!

حتّى صاروا الآن، يميزون بين المؤمن والملحد - أو الكافر -، بأي قضية؟ فقط بأن هذا يعترف بوجود الله وهذا لا يعترف!! الآن في هذا الزمان يعتبرون هذا مؤمناً وهذا كافراً .. ، مَن المؤمن؟ فقط الذي يقول: أن الله موجود!، ولذلك الآن،"إسحاق نيوتن"عند هؤلاء، مؤمن!! ..

وهذه مصيبةٌ لا نقولها جزافاً،"أبوبكر الجزائري"، في كتابه"عقيدة المسلم"، وقع في مثل هذه المصيبة .. وهو رجل يعتبر عند بعض السلفيين،"إماماً". حتّى الشيخ"عبدالمجيد الزنداني"؛ عندما يتكلم عن الإيمان، يتكلم عنه بأي مفهوم؟ كتابُه، حتّى إسم كتابه المنتشر (توحيد الخالق) ، على ماذا يتكلم في"توحيد الخالق"، فقط إثبات وجود الله، وإثبات أسماء الله وصفاته، فقط، ولا يتكلم عن توحيد الخالق، وهو توحيد أفعالنا لله عزوجل، لا يتكلم أننا لا نعبد إلا الله و .. ؛ لمّا لا يفهم هذا المرء هذه المسائل، يقع في الطامة الكبيرة بعد ذلك كما ترون، مع إحترامنا لألقاب وعظمة هؤلاء الذين ذكرناهم، لكن"الحقُّ أحَقُّ أن يتَّبَع"..

الأمَّة لمّا تتصوَّر"فلان متدين"، فقط يدخِلُ فيه الأخبار، ويزيد قليلاً وهي أعمال النسك. للبركة، لأنّها حقٌ الله، لأن الله واحدٌ في أسمائه وصفاته وذاته، فحقه أن يعْبَد، بمفهوم ماذا؟ النسك، أن نصلِّي، أن نصوم .. ، أعمال النسك، أن يذْكر الله، ومسبحته تدور على كرة الأرضية!، ولحيته يصل إلى نصف ساقيه، كثوبه، وهكذا .. ، الدين عند الناس فقط في هذه الأمور، حتّى لو أن رجلاً عندهم قام وصدَّق بالأخبار ولم يمتثل الأوامر، هذا ما عندهم؟ مسلمٌ مؤمن ..

الآن،"بريتانيا"، عند هؤلاء المشايخ، ما يكفيها أن تُصْبح مسلمة؟ ماهو المطلوب منها بأن تفعله حتّى تكون مسلمة؟ فقط صِرْفُ:"الإعتراف بأن القرآن صحيح، ومحمد صلى الله عليه وسلم نبي، والدليل على - إتيانه بهذا الاعتراف - أن تقول:"لا إله إلا الله محمد رسول الله". خلاص! فما بقي مشكلة بيننا وبينهم، والأمر إنتهي،! أمّا أنْ تُغَير نظام إقتصادها، وتغير"

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام