فِي الأرض)؟ لا، لأنه تخلف عنه الإيمان، تخلف عنه عمل الجهاد الذي هو إيمان. إذن لا يقع عليه الوعد إلا بوجود العمل، الفعل، - هذا غير مترتب بالإثم وعدمه، ها! -، لكن مترتب على وجود اسم الإيمان وحقيقته عملاً، الذي يترتب عليه الوعد ..
الآن ما الدليل الشرع؟
عجيب جداً! إسمعوا لقوله صلى الله عليه وسلم عن النساء .. قال عنهن محمد صلى الله عليه وسلم:"مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الْحَازِمِ مِنْ إِحْدَاكُنَّ". قُلْنَ وَمَا نُقْصَانُ دِينِنَا وَعَقْلِنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ:"أَلَيْسَ شَهَادَةُ الْمَرْأَةِ مِثْلَ نِصْفِ شَهَادَةِ الرَّجُلِ"؟ قُلْنَ بَلَى. قَالَ:"فَذَلِكِ مِنْ نُقْصَانِ عَقْلِهَا. أَلَيْسَ إِذَا حَاضَتْ لَمْ تُصَلِّ وَلَمْ تَصُمْ؟ قُلْنَ بَلَى. قَالَ:"فَذَلِكِ مِنْ نُقْصَانِ دِينِهَا". [1] "
قال صلى الله عليه وسلم عنهن (ناقصات عقل ودين) .. لمّا جئنا للعقل، يعني المرأة قليلة العقل قدراً - أو كوناً -، لكن الدين ليس قضية قدرية، بل قضية شرعية، وههنا العقل ماذا؟ قدري ترتَّب عليه حكم شرعي، .. لكن قلة عقلها، أمرٌ خلقي، لكن الدين والإيمان، كما قلنا هو عمل شرعي، تكليف؛ .. إذن نقصان عقلها أمر قدري وخلقي. لكن ماهو العمل الذي تتركها المرأة حتّى ينقص دينها؟ قال صلى الله عليه وسلم:"المرأة تحيض وتنفس وتترك الصلاة". ولكن هي تركت الصلاة بحكم الشرع .. - إنتبهوا لهذه القضية -، المرأة تركت الصلاة فما عملتها، لماذا؟ لعجزها عن شروطها. من شروط الصلاة الطهارة، فالمرأة ما قدرت على الصلاة لعجزها عن الشروط، لأنها ليست طاهرة وقت حيضتها، وهذا العجز، لا يترتب عليه الإثم، بل هي تتمثل أمر الله - بترك الصلاة في حال الحيض - لكن تركت الفعل لعجزها عن إتيانها بشروطها، ومع ذلك سماها النبي صلى الله عليه وسلم"ناقص الدين". فهمتم؟! المرأة ناقصة الدين لتخلف العمل مع عدم وجود الإثم، - قضية الإرادة مسألة أخرى الإثم وغيرها -، لكن نتكلم عن ماذا؟ عن العمل، هل هذه القضية واضحة؟! .. [2]
الآن إنتبهوا لهذه القضية: قد يكون عجز اليوم، كسل البارحة، كيف؟ - مثلاً - عندك سُلَّمٌ، أنت كان ينبغي في حياتك الطبيعية أن تصعد كل يوم درجة، في اليوم الثلاثين، لازمٌ أن تكون في آخر السُّلَّم؛ وفي اليوم الثلاثين، سيأتيك تكليف يناسب حقيقتاً وجودك في هذه المرتبة وهو الدرجة الثلاثين. لكن التكليف جاء، وأنت كنت في مرتبة ثمانية وعشرين، إنك عاجز أن تكون الآن بالمرتبة الثلاثين .. هذا العجز لماذا حصل؟ لأنك كسلت البارحة. إنك تخلفت في يومين ولم تمشي درجتين،. فأنت حينئذٍ تقول: وا .. التكليف .. ، عاجز عنه، .. نعم! ما فيه إثمٌ، لكن هذا، بسبب كسل البارحة. فهمتم هذه القضية؟ ..
(1) حديث متفق عليه (بخاري باب ترک الحائض الصوم. رقم 304) و (مسلم باب نقصان الإيمان .. رقم 114) .
(2) إن المرأة لا إثم عليها في هذا النقص - أي نقص الإيمان -؛ لأن نقص الدين قد يکون علي وجه يأثم به کمن ترک الصلاة والصوم أو غيرهما من العبادات الواجبة عليه، بلا عذر وقد يکون علي وجه لا إثم فيه کمن ترک الجمعة أو الغزو أو غير ذلک مما يجب عليه لعذر أو عجز، وقد يکون علي وجه هو مکلف به کترک الحائض الصلاة والصوم وقت حيضتها، فهي بهذا الترک لا تکون آثمة، لأن الترک هنا تکليف، وإن کانت مع ذلک توصف بنقص الدين". {راجع شرح النووي علي مسلم 2/ 68} ."