فهرس الكتاب
الصفحة 178 من 224

لماذا لا يستطيع أن يأكل، لعدم وجود قدرته على الأكل، إما لعجزه عن تحصيل الأكل، قد يكون مشلولاً، قد يكون مريضاً، عاجزاً. إذا كان عدم تحصيله الأكل، لأنه عاجز، وهو يريد، وعنده إرادة قوية ويحب، وعنده الخوف والرجاء والمحبة، ولكن عاجز عن تحصيل الأكل، هل يأثم؟ لا.

إذن العجز لا يترتب عليه الإثم. - أنا أريد أن أفرِّق حتّى لا تغلطوا - ..

الكسل، هل يترتب عليه الإثم؟ نعم. هل الكسل يقتضي عدم وجود الإرادة؟ نعم، واحد كسلان ما عنده إرادة، واضح؟ .. ، القدرة إذا لم يحصل بسبب الكسل، فسببه عدم وجود الإرادة على تحصيل القدرة .. ، هل العجز مترتبٌ لعدم وجود الإرادة؟ لا يترتب، قد تكون الإرادة موجودة وقد تكون غير موجودة، فإذا كانت موجودة، فهو عجز وحده، وإذا كانت غير موجودة فهو الكسل ..

طبعاً كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ من العجز والكسل، [1] - ليس مجال شرح الحديث، والحديث، الحقيقة - بفضل الله -، لو أجلس معكم ساعات طوال، لا نستوعب الإنتهاء منه - ..

إذن القدرة تتخلف بسبب العجز أو بسبب الكسل. ولمّا تخلفت القدرة التامة لتحصيل العمل، تخلف العمل. - وقلنا العمل هو الإيمان - فإذن تخلف الإيمان. - طبعاً نتكلم عن كماله لا أصله -، لأنّ هذا الفعل أو العمل، الذي إسمه إيمان، وهو شعبة من شعب الإيمان، تخلَّف ..

هذه غريبة على أذهانكم كما ترون!، قد يقول قائل: رجلٌ عنده إرادة تحصُّل العمل، لكن عاجزٌ مشلولٌ، لا يقدر أن يحج، هذا إيمانه أقل من إيمان من حجَّ عملاً؟!!

الجواب: نعم. وهذا غير متعلق بالإثم والأجر. قد يكون أجر المتخلف أكثر، لكن هذا الإيمان غير موجود لديه - هذا الإيمان الذي هو العمل -، فغير موجود لديه هذا الإيمان، والوعود الالهية في الدنيا والأخرى مُعَلَّقة على الإيمان الكامل (وعد الله الذين آمنوا) . كل وعود الله تعالى التي وعد بها في كتابه للمسلمين، كلها وعود للإيمان وهو الإيمان الكامل ..

فالعمل الذي هو الإيمان قد يتخلف لعدم وجود القدرة، فلا يترتب عليه الوعد الالهي، لأن الإيمان متخلف ..

طيب! هذا منطقياً واضح، فما الدليل الشرع الذي يدل عليه؟

أنت تريد أن تجاهد، عندك الإرادة الكاملة لأن تجاهد، لكن أنت عاجز عن الجهاد - كوضعكم هناك عاجزين عن الجهاد - بالرغم أن بعض الناس عنده أجور مثل أجور المجاهدين، لكن هل هذا تخلف عنه وصف الإيمان الذي يساوي الجهاد؟ لأن الجهاد إيمان - هل تخلف عنه وصف الإيمان الذي هو وصف الجهاد - دَعْ الإثم -، تخلف أو لم يتخلف؟ هل هذا في النهاية، من الذين قال الله فيهم (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ

(1) عن انس رضي الله عنه قال: کان رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: (اللهم أعوذ بک من العجز والکسل .. ) الحديث (رواه البخاري 6363 ومسلم 2706) . قال النووي في شرح مسلم 9/ 26: (الکسل: هو عدم انبعاث النفس وقلة الرغبة مع إمکانه. واما العجز: فعدم القدرة عليه) . 1 ه.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام