فهرس الكتاب
الصفحة 145 من 224

الإنسان هل هذا فقط؟! ألا يشتري؟ ألا يبيع؟ ألا يتزوج؟ ألا يرزق الولد؟ ألا يكون له الأخ والأب والأم؟ ألا يسافر؟ .. ، إذن هناك أقضية، طريقة لسفرك، طريقة لإقامتك طريقة لتعاملك مع أبيك وأمك، طريقة لبيعك وشراءك، .. هناك أقضية وأحكام لكل ما تجري عليها الحياة، لكل أمر - كما ترون -، كيف تلبس، كيف تتزين، كيف تتطيب، على أي هيئةٍ تنام، كيف يصافح الأخ أخاه، كيف تقضي حاجتك، كيف تعامل زوجتك، كيف تعاشر زوجتك .. ، أقضية في كل شئون الحياة، وهذا كله فيه قصد لله، أن تقصد بهذا الفعل إمتثال أمر الله سبحانه وتعالي، فهذه أقضية وتشريعات، مِمَّن تأخذها؟ يجب أن تأخذها من واحد، ولا تقصد بها إلا واحداً .. ، إذن ثالثاً:"القضاء والتشريع".

إذن قصد الإنسان وطلبه - أي حركاته وأفعاله وأعماله_، بتفسيرها وتوضيحها، إنما هي علاقة مع الله، وعلاقة مع البشر، وتشريعات وأقضية في أحكام البشر كلهم وفي حالاتهم، في عطائهم، في منعهم ..

إذن توحيد القصد والطلب، يقسم إلي: 1 - توحيد النسك. 2 - توحيد الولاء والبراء. 3 - توحيد القضاء والتشريع.

وهذه الأقسام، مستغرقة لجميع حركة الإنسان ومستغرقة لجميع حياة الإنسان، لا شيء من حركاته خارج من هذه الأقسام .. ، أنت الآن جالس تكتب، وجالس أمامي تتعلَّم. هل هذا العمل، داخل في أفعال القصد والطلب؟ نعم، داخل في واحدة من هذه الثلاث (النسك، الولاء والبراء، القضاء والتشريع) .. ، الآن - مثلاً - تريد أن تخرج، أشعلت الكهرباء، جلستَ، تنفَّستَ، أكلتَ، شربتَ الماء، قمتَ توضَّأت، ركبت السياررة .. ، أنت متحرك بأنك عبدٌ لله، فإذا قال لك"لا تركب السيارة"، فلا تركب، إذا قال لك: كل هذا الطعام، فتأكله، وإذا قال: لا تأكله، فلا تأكله .. ، إذن حركاتك تكون لواحد، لا تمثل إلا أمره، ولا تقصد إلا إياه ..

هذا كله يكون طاعة لمن؟ طاعة لله. والطاعة هي العبادة. إذن، هذا التوحيد - أي القصد والطلب -، سموه العلماء بـ"توحيد العبادة".، وكما ترون، لم نقل - في تقسيمنا لتوحيد القصد والطلب - (توحيد العبادة، توحيد الولاء والبراء، توحيد القضاء والتشريع) ، لأن"الولاء والبراء"عبادة، كما أن"النسك"عبادة، و"القضاء والتشريع"عبادة .. ، فأخطأ من قال - من المشايخ - أن النسك - فقط - توحيد العبادة، هذا خطأ، بل كل أفعالك عبادة، لأنها إمتثال لأمر، وقصدت بها إمتثال الأمر، وأن تكون لله عزوجل،. أنت عبدٌ - وليس شيءٌ من حركاتك خارجاً من العبودية -، حتّى الهوى في قلبك، لا تسمح بوجوده، حتّى يأذن به الله ..

إذن هذا توحيد العبادة، والذي نعبده بهذه العبادة، يسمى"المعبود"، والمعبود، بمعنى"الإله"كما نقول"لا إله إلا الله". إذن الإسم الآخر لهذا التوحيد، هو"توحيد الألوهية"أو توحيد الإلهية .. ، وهذا التوحيد كما ترون، أفعال الإنسان، وليس أفعال الرب، هو أفعال إرادة الإنسان.

هذا الذي ذكرناه، هو توحيد العبادة والألوهية. وأما توحيد (الإثبات والمعرفة) ، بهذا التوحيد تثبت لله ما أثبته لنفسه من صفات وأسماء وأفعال، ولا تجعل له شريكاً في هذه الأمور، أي: إفراد الله تعالى بأفعاله وصفاته وأسمائه. وهذا التوحيد يسمى بتوحيد"الربوبية"، وتوحيد

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام