الضرب، .. لكن هل تصلح الخمر دواءً لداءٍ؟ لا [1] . ماجعل الله تعالى حاجة لنا في معصية، وهو دليل لنا أن الوسائل كذلك يجب أن تكون شرعية، واحد يذهب ويدخل برلمان، هذا معصية، ويقول فعلت هذا للحاجة .. هذا باطل، فإن الله ما جعل لنا حاجة إلى معصية ..
القصد، أن الأجر والوزر، ماذا عندنا؟ شرعيان ..
ثالثاً: النقطة الثالثة: قد يأمر الله تعالى بأمر يكون حسن المآل وغير معقول العلَّة ..
لمّا رجلٌ يقول، هل ذبح الرجل إبنه، قبيح أم لا؟ قل نعوذ بالله، هو قبيح .. هل هو قبيح بالشرع أم بالعقل؟ بالعقل .. فقد يقول قائل: فلماذا أمر الله سبحانه أن يذبح إبراهيم ابنه اسماعيل، فنقول: هذا، أمره بأمرٍ حسن المآل غير معقول العلة، إمتحاناً وابتلاءً .. مآله حسن .. [2] الأصل في المسلم - هذا نقطة يجب أن نفهمه -، الأصل، إذا جاء أمر الله إلى المسلم، ماذا يصنع به؟ يطَبِّقه، .. إن أدركنا العلة وإن لم ندرك، ولا يقول المسلم أين العلة .. ، وحاله حال الصديق رضي الله عنه حين قال: (إن قالها فقد صدق) [3] ، خلاص، .. فكان علة تصديقه له"أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم"..
الآن نأتي إلى أثر عقيدة الأشاعرة على عقولنا، لما صار التحسين والتقبيح شرعياً عند المسلمين، صار الحديث عن العقل جريمة!، ..
للذكر إخواني!، أوامر الله ما هي؟ الأمر الشرعي ما هو؟ كما رأيتم، الأمر هو معاملة مع الخلق والتعامل مع الخلق، الأمر والنهي هو التعامل مع الخلق، .. إذن لما إنسان يصدُق، هو نَفَّذَ أمر الله بالتعامل مع مخلوق، لأنه يؤدِّي إليا حَسَن، هو بذاته حسن ويؤدي إلى حسن .. إذن الشرع هو تعامل مع القَدَر. فما كان حسن الخلق، جاء الشرع بالأمر به والحض عليه، وماكان قدراً قبيحاً، جاء الشرع بالإبتعاد عنه .. فهل ترون مخالفة بين ما هو عقلي وما هو شرعي؟ بمعني، هل هناك مخالفة بين ما هو عقلي وما هو شرعي؟ لا. ومن هنا، قال شيخ
(1) عَنْ طَارِقِ بْنِ سُوَيْدٍ الْحَضْرَمِيِّ قَالَ:"قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ بِأَرْضِنَا أَعْنَابًا نَعْصِرُهَا أَفَنَشْرَبُ مِنْهَا قَالَ لَا، فَرَاجَعْتُهُ فَقَالَ لَا، ثُمَّ رَاجَعْتُهُ فَقَالَ لَا، فَقُلْتُ إِنَّا نَسْتَشْفِي بِهَا لِلْمَرِيضِ قَالَ:"إِنَّهُ لَيْسَ بِشِفَاءٍ وَلَكِنَّهُ دَاءٌ". (رواه أحمد 22555 و ابن ماجة 3491. حديث صحيح. صححه الألباني والأرناؤوط) . وقال ابن مسعود رضي الله عنه فِي السَّكَر:"إن الله لم يجعل شفاءکم فيما حرَّم عليکم». (ذکره البخاري معلقاً في صحيحه في بَاب شَرَابِ الْحَلْوَاءِ وَالْعَسَلِ) .
(2) راجع مجموع الفتاوي 8/ 431 - 436.
(3) عن عائشة رضي الله عنها قالت:"لما أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى المسجد الأقصى أصبح يتحدث الناس بذلك، فارتد ناس ممن كان آمنوا به وصدقوه، وسعى رجال من المشركين إلى أبي بكر رضي الله عنه، فقالوا: هل لك إلى صاحبك يزعم أنه أسري به الليلة إلى بيت المقدس؟ قال: أو قال ذلك؟ قالوا: نعم، قال: لئن قال ذلك لقد صدق، قالوا: أو تصدقه أنه ذهب الليلة إلى بيت المقدس وجاء قبل أن يصبح؟ فقال: نعم، إني لأصدقه في ما هو أبعد من ذلك أصدقه في خبر السماء في غدوة أو روحة، فلذلك سمي أبا بكر الصديق رضي الله عنه". {أخرجه الحاکم في المستدرک (4407) وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه: وقال الذهبي: صحيح. وصححه الألباني في"السلسلة الصحيحة"رقم 306} .