م: وعن أبي هريرة في أئمة الجور فقال (يصلون لكم فإن أصابوا فلكم وإن أخطؤوا فلكم وعليهم) رواه البخاري، وقال البخاري: باب إمامة المفتون والمبتدع وقال الحسن صل وعليه بدعته،
وقال الشوكاني رحمه الله في شرح المنتقى (قد ثبت إجماع أهل العصر الأول من بقية الصحابة ومن معهم من التابعين إجماعا فعليا ولا يبعد أن يكون قوليا على الصلاة خلف الجائرين) ،
ش: هذا في أئمة الجور والفسقة والمبتدعة في المسائل الخفية ولم يفهموا الحجة (فهم الحجة شرط لقيام الحجة في المسائل الخفية بخلاف الشرك والمسائل الظاهرة) أمَّا من وقع في الشرك فلا تصح الصلاة خلفه بحال.
م: ونقل ابن سحمان عن شيخه عبد اللطيف مقررا له (نقل اتفاق أهل العلم على تكفير الجهمية واتفاقهم أيضا على أن الصلاة لاتصح خلف كافر جهمي، ثم قالا وقد يفرق بين من قامت عليه الحجة التي يكفر تاركها وبين من لاشعور له بذلك وهذا القول يميل إليه شيخ الإسلام في المسائل التي قد يخفى دليلها على بعض الناس) كشف الشبهتين ص 20 - 21 - 65 - 66 - 97، ثم قاس على الجهمية فقال وقد يفعله المؤمن مع غيرهم من المرتدين إذا كان لهم شوكة ودولة والنصوص في ذلك معروفة مشهورة.
ش:1 - شيخ الإسلام أبن تيمية (وكذلك أئمة الدعوة) يفرِّقون بين المسائل الظاهرة والمسائل الخفية؛ فيشترطون فهم الحجة في المسائل الخفية ولا يشترطونها في المسائل الظاهرة والشرك الاكبر، يقول شيخ الإسلام محمد: (فإنَّه-أي أبن تيمية-فيها صرَّح بأنَّ المُعَيَّن لا يُكَفَّر إلاّ إذا قامت عليه الحجة فمِن المعلوم أنّ قيامها ليس معناه أن يفهم كلام الله ورسوله مثل فهم أبي بكر رضي الله عنه، بل إذا بلغه كلام الله ورسوله وخلا من شئ يعذر به فهو كافر كما كان الكفار تقوم عليهم الحجة بالقران مع قول الله(وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه) و قوله (ان شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون) ، واذا كان كلام الشيخ ليس في الشرك والردة بل في المسائل الجزئيات سواء كانت من الأصول أو الفرعيات ... .الى أن يقول: فكلام الشيخ في هذا النوع يقول إنَّ السلف كَفّروا النوع، وأما الُمعَيَّن فإن عرف الحق وخالف كفر بعينه وإلاّ فلا) الدرر (ج 79:8) يقول ايضا: (قال رحمه الله-أي شيخ الاسلام أبن تيمية-:وهذا إذا كان في المقالات الخفية فقد يقال انه فيها مخطئ ضال لم تقم عليه الحجة التي يكفر صاحبها، لكن ذلك يقع في طوائف منهم في الأمور الظاهرة التي يعلم المشركون واليهود والنصارى أن محمدا صلى الله عليه وسلم بعث بها وكفر من خالفها مثل أمره