2 -قول بعض النَّاس: (إنَّ الكفر المخرِجَ من المِلَّة هو الكفر الاعتقاديُّ فقط ، أمَّا العمل فلا يخرج من المِلَّة إلاَّ إذا كان يدلُّ على اعتقادٍ كالسجود لصنمٍ مثلاً ، فإنَّه يعتبر كفراً لأنَّه يدلُّ على عقيدةٍ في الباطن لا لمجرَّد السُّجود فقط ، ومثله سبُّ الله أو الاستهزاء بالدِّين أو نحوِ ذلك .. فلا يكفر الإنسان بعملٍ مهما كان ) .
أرجو من الشيخ - وفَّقه الله - أنْ يتفضَّل ببيان ما في هاتين المقالَتين من الحقِّ أو الباطل ؟
سائلاً الله تعالى أنْ يوفِّقَه للصَّواب ، وأنْ ينفَعَ به الإسلام والمسلمين.
وصلى الله وسلَّم على نبيِّنا محمَّد وعلى آله وصحبه.
الجواب:
1-القول الأول: هو قول مرجئةِ أهلِ السُّنَّة وهو خطأٌ ، والصَّواب أنَّ الأعمال داخلةٌ في حقيقة الإيمان فهو اعتقادٌ وقولٌ وعملٌ يزيد بالطَّاعة ، وينقص بالمعصية ، وهذا قول جمهور أهل السُّنَّة لأنَّ الله سمَّى الأعمال إيماناً كما في قوله تعالى: { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللهُ وَجِلتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَليْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانَاً (1) } الآيتين. وقال النبي ?: (الإيمانُ بضعٌ وسبعونَ شعبة) الحديث (2) .
…2- هذا في الغالب وهناك أعمال تخرج من الملَّة كترك الصَّلاة تكاسُلاً وكالسِّحر تعلُّمه وتعليمَه ، ومن نطق بكلمة الكفر مختاراً ، وكلُّ عملٍ لابدَّ أنْ يصاحبه قصدٌ ، فلا يعتدُّ بعمل النَّاسي والنَّائم والصغير والمجنون والمكره لعدم القصد . هذا وأنصحُ لهؤلاء أنْ يتعلَّموا قبل أنْ يتكلَّموا لأنَّ الكلام في مثل هذه المسائل خطيرٌ ، ويحتاج إلى علمٍ )) (3) .
وقال أيضاً إجابةً على سؤالٍ:
(1) سورة الأنفال: 2.
(2) رواه مسلم (1/63) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(3) "المنتقى" (2/9-10) . مكتبة الغرباء الأثرية ط2 - 1417هـ.