فهرس الكتاب
الصفحة 80 من 112

[83] المعاندين المستكبرين، محال وعلى تقدير الحصول، فتكفيرهم يكون بانكارهم باللسان، واصرارهم على العناد والاستكبار. وهو من علامات التكذيب والانكار.

(والايمان والاسلام واحد) لأن الاسلام هو الخضوع والانقياد بمعنى قبول الأحكام والإذعان. وذلك حقيقة التصديق على ما مر. ويؤيده: قوله تعالى: «فأخْرجْنا منْ كان فِيها مِن الْمُؤْمِنِين، فما وجدْنا فِيها غيْر بيْتٍ مِن الْمُسْلِمِين» [1] وبالجملة لا يصح فى الشرع الحكم على أحد بأنه مؤمن، وليس بمسلم، أو مسلم وليس بمؤمن. ولا نعنى بوحدتهما سوى هذا.

وظاهر كلام المشايخ: أنهم أرادوا عدم تغايرهما بمعنى أنه لا ينفك أحدهما عن الآخر، لا الاتحاد بحسب المفهوم لما ذكر فى الكفاية، من أن الايمان هو تصديق الله تعالى، فيما أخبر به من أوامره ونواهيه. والاسلام هو الانقياد والخضوع للألوهية.

وذا لا يتحقق الا بقبول الأمر والنهى فالايمان لا ينفك عن الاسلام حكما، فلا يتغايران. ومن أثبت التغاير، يقال له: ما حكم من آمن ولم يسلم، أو أسلم ولم يؤمن؟ فان أثبت لأحدهما حكما ليس بثابت للآخر منهما، فبها ونعمت. والا فقد ظهر بطلان قوله.

فان قيل: قوله تعالى: «قالتِ الْأعْرابُ: آمنّا. قُلْ: لمْ تُؤْمِنُوا. ولكِنْ قُولُوا: أسْلمْنا» [2] صريح فى تحقيق الاسلام بدون الايمان. قلنا: المراد به أن الاسلام المعتبر فى الشرع، لا يوجد بدون الايمان. وهو فى الآية بمعنى الانقياد الظاهر، ومن غير انقياد الباطن، بمنزلة المتلفظ بكلمة الشهادة، من غير تصديق فى باب الايمان.

فان قيل: قوله عليه السلام: «الاسلام أن تشهد أن لا إله الا الله، وأن محمدا رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتى الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت ان استطعت إليه سبيلا» دليل على ان الاسلام هو الأعمال، لا التصديق القلبى.

(1) الذاريات 3635

(2) الحجرات 14

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام