فهرس الكتاب
الصفحة 108 من 112

[111] العرب. وآخر ذلك نار، تخرج من اليمن، تطرد الناس الى محشرهم [1] .

والأحاديث الصحاح فى هذه الأشراط كثيرة جدا. فقد رويت أحاديث وآثار فى تفاصيلها وكيفياتها، تطلب من كتب التفسير والسير والتواريخ.

(والمجتهد) فى العقليات والشرعيات الأصلية والفرعية (قد يخطئ ويصيب) وذهب بعض الأشاعرة والمعتزلة الى أن كل مجتهد فى المسائل الشرعية الفرعية التى لا قاطع فيها: مصيب.

وهذا الاختلاف مبنى على اختلافهم فى أن لله تعالى فى كل حادثة: حكما معينا، أم حكمه فى المسائل الاجتهادية ما أدى إليه رأى المجتهد؟ وتحقيق هذا المقام: أن المسألة الاجتهادية: اما أن لا يكون لله تعالى فيها حكم معين قبل اجتهاد المجتهد، أو يكون:

وحينئذ اما أن لا يكون من الله عليه دليل، أو يكون. وذلك الدليل اما قطعى أو ظنى: ذهب الى كل احتمال جماعة. والمختار: أن الحكم معين، وعليه دليل ظلى [2] . ان وجده المجتهد أصاب، وان فقده أخطأ. والمجتهد غير مكلف باصابته لغموضه وخفائه. فلذلك كان المخطئ معذورا، بل مأجورا. فلا خلاف على هذا المذهب فى أن المخطئ ليس بآثم. وانما الخلاف فى أنه مخطئ ابتداء وانتهاء، أى بالنظر الى (الدليل والحكم جميعا. وإليه ذهب بعض المشايخ وهو مختار الشيخ أبى منصور أو انتهاء فقط، أى بالنظر الى) [3] الحكم، حيث أخطأ فيه، وان أصاب فى الدليل حيث أقامه على وجهه، مستجمعا لشرائطه وأركانه، فأتى بما كلف به من الاعتبارات،

(1) رد بعض العلماء علامات الساعة، لان القرآن صرح بمجيئها بغتة. ولان أحاديث علامات الساعة وردت بطريق الآحاد (انظر الفتاوى للشيخ محمود شلتوت) وقد سمعت من بعض العلماء: أن الدابة كانت فى بنى اسرائيل قبل ظهور محمد صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى: «إِنّ هذا الْقُرْآن يقُصُّ على بنِي إِسْرائِيل أكْثر الّذِي هُمْ فِيهِ يخْتلِفُون وإِذا وقع الْقوْلُ عليْهِمْ» أى على بنى اسرائيل «أخْرجْنا لهُمْ دابّةً» اى أخرجنا لبنى اسرائيل دابة تكلمهم. والله أعلم.

(2) ظنى فى رأى المجتهد. وقطعى من الله.

(3) سقط من خ.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام