فهرس الكتاب
الصفحة 44 من 112

[47] سمعه غير مرتب الأجزاء لعدم احتياجه الى الآلة. هذا حاصل كلامهم [1] .

وهو جيد لمن تعقل لفظا قائما بالنفس غير مؤلف من الحروف المنطوقة أو المخيلة، المشروط وجود بعضها بعدم البعض، ولا من الأشكال المرتبة الدالة عليه. ونحن لا نتعقل من قيام الكلام بنفس الحافظ الا كون صور الحروف مخزونة مرتسمة فى خياله، بحيث اذا التفت إليها كان كلاما مؤلفا من ألفاظ مخيلة أو نقوش مرتبة، واذ تلفظ كان كلاما مسموعا. (والتكوين) وهو المعنى الّذي يعبر عنه بالفعل والخلق والتخليق والايجاد والاحداث والاختراع ونحو ذلك. ويفسر باخراج المعدوم من العدم الى الوجود (صفة الله تعالى) لاطباق العقل والنقل على أنه خالق للعالم مكون له، وامتناع اطلاق اسم المشتق على الشيء من غير أن يكون مأخذ الاشتقاق، وصفا له، قائما به (أزلية) لوجوه:

الأول: انه يمتنع قيام الحوادث بذاته تعالى لما مر الثانى: انه وصف ذاته فى كلامه الأزلى بأنه الخالق. فلو لم يكن فى الأزل خالقا، لزم الكذب، أو العدول الى المجاز. أو [2] الخالق فيما يستقبل، أو القادر على الخلق من غير تعذر الحقيقة.

على أنه لو جاز اطلاق الخالق عليه بمعنى القادر على الخلق، لجاز اطلاق كل ما يقدر هو عليه من الأعراض.

الثالث: انه لو كان حادثا، فاما بتكوين آخر، فيلزم التسلسل.

وهو [3] محال. ويلزم منه استحالة تكون العام مع انه مشاهد، واما بدونه فيستغنى الحادث عن المحدث والأحداث. وفيه تعطيل الصانع.

والرابع: انه لو حدث، لحدث اما فى ذاته فيصير محلا للحوادث، أو فى غيره. كما ذهب إليه «أبو الهذيل» من أن تكوين كل جسم قائم به، فيكون كل جسم خالقا، أو مكونا [4] لنفسه.

ولا خفاء فى استحالته. ومبنى هذه الأدلة: على أن التكوين صفة حقيقية، كالعلم والقدرة. والمحققون من المتكلمين على انه من

(1) كلامه: خ.

(2) أى: ط.

(3) ويكون: خ وهو: ط.

(4) ومكونا: خ أو مكونا: ط.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام