فهرس الكتاب
الصفحة 74 من 112

[77] للكفر الّذي هو أعظم الجنايات، فلو جوزى به غير الكافر، لكان زيادة على قدر الجناية، فلا يكون عدلا. وذهبت المعتزلة الى أن من أدخل النار فهو خالد فيها، لأنه اما كافر أو صاحب كبيرة مات بلا توبة، اذ المعصوم والتائب وصاحب الصغيرة اذا اجتنبوا الكبائر، ليسوا من أهل النار على ما سبق من أصولهم والكافر مخلد بالاجماع.

وكذا صاحب الكبيرة بلا توبة. لوجهين:

أحدهما: أنه يستحق العذاب، وهو مضرة خالصة دائمة، فينا فى استحقاق الثواب، الّذي هو منفعة خالصة دائمة. والجواب:

منع قيد الدوام، بل منع الاستحقاق بالمعنى الّذي قصدوه، وهو الاستيجاب. وانما الثواب فضل منه [1] والعذاب عدل. فان شاء عفا وان شاء عذبه مدة ثم يدخله الجنة.

الثانى: النصوص الدالة على الخلود. كقوله تعالى: «ومنْ يقْتُلْ مُؤْمِناً مُتعمِّداً. فجزاؤُهُ جهنّمُ خالِداً فِيها» [2] وقوله تعالى:

«ومنْ يعْصِ الله ورسُولهُ ويتعدّ حُدُودهُ يُدْخِلْهُ ناراً خالِداً فِيها» [3] وقوله تعالى: «منْ كسب سيِّئةً وأحاطتْ بِهِ خطِيئتُهُ، فأُولئِك أصْحابُ النّارِ هُمْ فِيها خالِدُون» [4] والجواب: ان قاتل المؤمن لكونه مؤمنا لا يكون الا الكافر. وكذا من تعدى جميع الحدود. وكذا من أحاطت به خطيئته وشملته من كل جانب. ولو سلم، فالخلود قد يستعمل فى المكث الطويل، كقولهم: سجن [5] مخلد. ولو سلم، فمعارض بالنصوص الدالة على عدم الخلود كما مر

(والايمان) فى اللغة: التصديق. أى اذعان حكم المخبر وقبوله وجعله صادقا، افعال من الأمن كان حقيقة آمن به آمنه من التكذيب، والمخالفة. يتعدى باللام [6] . كما فى قوله تعالى حكاية:

«وما أنْت بِمُؤْمِنٍ لنا» [7] أى بمصدق وبالياء كما فى قوله عليه

(1) من الله: خ.

(2) النساء 93

(3) النساء 14

(4) البقرة 82

(5) شجر: خ سجن: ط.

(6) بالأمر: خ.

(7) يوسف 17

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام