فهرس الكتاب
الصفحة 87 من 112

[90] الصغيرة والكبيرة قبل الوحى وبعده، لكنهم جوزوا اظهار الكفر تقية [1] .

اذا تقرر هذا، فما نقل عن الأنبياء مما يشعر بكذب أو معصية، فما كان منقولا بطريق الآحاد فمردود. وما كان بطريق التواتر فمصروف عن ظاهره، ان أمكن. والا فمحمول على ترك الأولى او كونه قبل البعثة. وتفصيل ذلك فى الكتب المبسوطة.

(وأفضل الأنبياء عليهم السلام محمد صلى الله عليه وسلم) لقوله تعالى: «كُنْتُمْ خيْر أُمّةٍ» [2] الآية. ولا شك أن خيرية الأمة بحسب كما لهم فى الدين. وذلك تابع لكمال نبيهم الّذي يتبعونه. والاستدلال بقوله عليه السلام: «أنا سيد ولد آدم ولا فخر» ضعيف. لأنه لا يدل على كونه أفضل من آدم، بل من أولاده.

(والملائكة عباد الله تعالى العاملون بأمره) على ما دل عليه قوله تعالى: «لا يسْبِقُونهُ بِالْقوْلِ، وهُمْ بِأمْرِهِ يعْملُون» [3] «لا يسْتكْبِرُون عنْ عِبادتِهِ ولا يسْتحْسِرُون» [4] .

(لا يوصفون بذكورة ولا أنوثة) اذا لم يرد بذلك نقل ولا دل عليه عقل. وما زعم عبدة الأصنام أنهم بنات الله تعالى محال باطل، وافراط فى شأنهم. كما أن قول اليهود. ان الواحد منهم قد يرتكب الكفر ويعاقبه الله بالمسخ، تفريط وتقصير فى حالهم. فان قيل:

أليس قد كفر ابليس، وكان من الملائكة، بدليل صحة استثنائه منهم؟

قلنا: لا [5] بل كان من الجن، ففسق عن أمر ربه، لكنه لما كان فى

(1) تقية: ط.

(2) آل عمران 110

(3) الأنبياء 27

(4) الأنبياء 19

(5) الملاك على الحقيقة هو الجسم النورانى الخ. والملاك على المجاز هو التابع، سواء كان التابع، ملاكا أو جنا أو انسا. وقوله تعالى عن الملائكة: «لا يسْبِقُونهُ بِالْقوْلِ» هو عن الملائكة على الحقيقة. وقوله: «وإِذْ قُلْنا لِلْملائِكةِ اسْجُدُوا لِآدم» هو مجاز عن عدوم الاتباع. وعبر عن الاتباع بالملائكة مجازا. وكان ابليس من الاتباع، فعصى الأمر الالهى. وجنس ابليس من الجن. واذا كان لفظ الملائكة على المجاز، يكون الاستثناء مقصلا، واذا كان على الحقيقة يكون الاستثناء منقطعا.

وأما هاروت وماروت. فهما ليسا من الملائكة لا على الحقيقة ولا على المجاز.

والقرآن بين أن اليهود اشاعوا رواية عنهما، فكذبها الله فى القرآن. (النظر كتاب علم السحر بين المسلمين وأهل الكتاب) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام