فهرس الكتاب
الصفحة 20 من 112

[23] ما لا يشملها. والا فلا وجه لحصر الأسباب فى الثلاثة

(والعالم) أى ما سوى الله تعالى من الموجودات مما يعلم به الصانع. يقال عالم الأجسام وعالم الأعراض وعالم النبات وعالم الحيوان، الى غير ذلك، فتخرج صفات الله تعالى، لأنها: ليست غير الذات كما أنها ليست عينها (بجميع أجزائه) من السموات وما فيها والأرض وما عليها (محدث) أى مخرج من العدم الى الوجود. بمعنى أنه كان معدوما، فوجد، خلافا للفلاسفة. حيث ذهبوا الى قدم السموات بموادها وصورها وأشكالها، وقدم العناصر بموادها وصورها، لكن بالنوع بمعنى أنها لم تخل عن صورة قط [1] عن صورة ما. نعم أطلقوا القول بحدوث ما سوى الله تعالى، لكن بمعنى الاحتياج الى الغير، لا بمعنى سبق العدم عليه.

دليل حدوث العالم وتقسيمه الى اعيان واعراض

ثم أشار الى دليل حدوث العالم بقوله (اذ هو) أى العالم (أعيان وأعراض) لأنه ان قام بذاته فعين. والا فعرض. وكل منهما حادث لما سنبين. ولم يتعرض له المصنف رحمه الله تعالى لأن الكلام فيه طويل، لا يليق بهذا المختصر. كيف وهو مقصور على المسائل دون الدلائل (فالأعيان ما) أى ممكن يكون (له قيام بذاته) بقرينة جعله من أقسام العالم.

ومعنى قيامه بذاته عند المتكلمين: أن يتحيز بنفسه غير تابع تحيزه لتحيز شيء آخر بخلاف العرض فان تحيزه تابع لتحيز الجوهر، الّذي هو موضوعه. أى محله الّذي يقومه. ومعنى وجود العرض فى الموضوع: هو أن وجوده فى نفسه هو وجوده فى الموضوع. ولهذا يمتنع الانتقال عنه بخلاف وجود الجسم فى الحيز فان وجوده فى نفسه أمر، ووجوده فى الحيز أمر آخر. ولهذا ينتقل عنه. وعند الفلاسفة. معنى قيام الشيء بذاته: استغناؤه عن محل يقومه. ومعنى قيامه بشيء آخر: اختصاصه به، بحيث يصير الأول نعتا والثانى منعوتا، سواء أكان متحيزا كما فى سواد الجسم، أو لا [2] وكما فى صفات المجردات.

(وهو) أى ماله قيام بذاته من العالم (اما مركب)

(1) عن صورة ما: سقط ط.

(2) أو لا كما فى صفات الله تعالى. والمجردات (وهو) الخ: ط.

الجسم أو لا وكما فى صفات المجردات. وهو الخ: خ.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام