فهرس الكتاب
الصفحة 85 من 112

[88] وحرصهم على الطعن فيه مطعنا، ولا الى القدح فيه سبيلا. فان العقل يجزم بامتناع اجتماع هذه الأمور فى غير الأنبياء، وأن [1] يجمع الله هذه الكمالات فى حق من يعلم أنه يفترى عليه، ثم يمهله ثلاثا وعشرين سنة، ثم يظهر دينه على سائر الاديان، وينصره على أعدائه، ويحيى آثاره بعد موته الى يوم القيامة.

وثانيهما: أنه ادعى ذلك الأمر العظيم بين أظهر قوم لا كتاب لهم ولا حكمة معهم، وبين لهم الكتاب والحكمة، وعلمهم الأحكام والشرائع، وأتم مكارم الأخلاق، وأكمل كثيرا من الناس فى الفضائل العلمية والعملية، ونور العالم بالايمان والعمل الصالح، وأظهر الله دينه على الدين كله، كما وعده. ولا معنى للنبوة والرسالة سوى [2] ذلك. واذا ثبتت نبوته، وقد دل كلامه وكلام الله تعالى المنزل عليه على أنه خاتم النبيين، وأنه المبعوث الى كافة الناس، بل الى الجن والانس، ثبت أنه آخر الأنبياء، وان نبوته لا تختص بالعرب.

كما زعم بعض النصارى.

فان قيل: قد روى فى الحديث نزول «عيسى» عليه السلام بعده. قلنا: نعم. لكنه يتابع محمدا عليه السلام، لأن شريعته [3] قد نسخت، فلا يكون إليه وحى، ولا نصب أحكام، بل يكون خليفة رسول الله عليه السلام. ثم الأصح أنه يصلى بالناس ويؤمهم، ويقتدى به «المهدى» لأنه أفضل، فامامته أولى.

(وقد روى بيان عدتهم فى بعض الأحاديث) على ما روى أن النبي عليه السلام سئل عن عدد الأنبياء. فقال: «مائة ألف وأربع وعشرون ألفا» وفى رواية: «مائتا ألف وأربع وعشرون ألفا» (والأولى أن لا يقتصر على عدد فى التسمية. فقد قال الله تعالى:

«ورُسُلًا قدْ قصصْناهُمْ عليْك مِنْ قبْلُ، ورُسُلًا لمْ نقْصُصْهُمْ عليْك» [4]

(1) وأن لم: خ.

(2) والرسالة، لان ذلك. فاذا ثبت نبوته: خ.

(3) شريعة عيسى بن مريم عليه السلام هى التوراة. والقرآن قد نسخ التوراة وقد أنكر نزول عيسى والمهدى جماعة من الراسخين فى العلم، لان الساعة تأتى بغتة (الفتاوى لشاتوت) .

(4) النساء 164.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام