[110] واعلم: أن العمدة فى ذلك صدق النية وخلوص الطوية وحضور القلب لقوله عليه السلام: «ادعوا الله وأنتم موقنون بالاجابة» .
واختلف المشايخ فى أنه هل يجوز أن يقال: يستجاب دعاء الكافر؟
فمنعه الجمهور، لقوله تعالى: «وما دُعاءُ الْكافِرِين إِلّا فِي ضلالٍ» [1] ولأنه لا يدعو الله، لأنه لا يعرفه، ولأنه وان أقر به، لما وصفه بما لا يليق به، فقد نقض اقراره. وما روى فى الحديث: من أن دعوة المظلوم وان كان كافرا، تستجاب، فمحمول على كفران النعمة.
وجوزه بعضهم، لقوله تعالى حكاية عن ابليس: «أنْظِرْنِي إِلى يوْمِ يُبْعثُون» فقال الله تعالى: «إِنّك مِن الْمُنْظرِين» [2] وهذه اجابة.
وإليه ذهب أبو قاسم «الحكيم السمرقندى» [3] و «أبو النصير الدبوسى» وقال (به) الصدر الشهيد، وبه يفتى.
ما أخبر به عليه الصلاة والسلام من اشراط الساعة
(وما أخبر به النبي عليه الصلاة والسلام من أشراط الساعة) أى علاماتها (من خروج الدجال ودابة الأرض ويأجوج ومأجوج ونزول عيسى عليه السلام من السماء وطلوع الشمس من مغربها، فهو حق) لأنها أمور ممكنة، أخبر بها الصادق. قال حذيفة بن أسيد الغفارى: اطلع رسول الله علينا، ونحن نتذاكر.
فقال: «ما تذاكرون؟» قلنا: نذكر الساعة. قال: «أنها لن تقوم، حتى تروا قبلها عشر آيات» فذكر الدخان والدجال والدابة وطلوع الشمس من مغربها ونزول عيسى ابن مريم ويأجوج ومأجوج وثلاثة خسوف: خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة
(1) غافر 50
(2) الأعراف 1514
(3) السمرقندى: ط.