بسم الله الرّحمن الرّحيم الحمد لله المتوحد بجلال ذاته وكمال صفاته، المتقدس فى نعوت الجبروت عن شوائب النقص، وسماته. والصلاة على نبيه محمد، المؤيد بساطع حججه، وواضح بيناته، وعلى آله وأصحابه، هداة طريق الحق، وحماته.
وبعد فان مبنى علم الشرائع والأحكام، وأساس قواعد عقائد الاسلام:
هو علم التوحيد والصفات، الموسوم بالكلام. المنحى عن غياهب الشكوك، وظلمات الأوهام.
ولأن [1] المختصر المسمى ب «العقائد» ، للامام الهمام، قدوة علماء الاسلام، نجم الملة والدين «عمر النسفى» أعلا الله درجته فى دار السلام يشتمل من هذا الفن على غرر الفرائد، ودرر الفوائد فى ضمن فصول. هى للدين قواعد وأصول. وأثناء نصوص، هى لليقين جواهر وفصوص. مع غاية من التنقيح والتهذيب، ونهاية من حسن التنظيم والترتيب.
حاولت [2] أن أشرحه شرحا يفصل مجملاته، ويبين معضلاته وينشر مطوياته، ويظهر مكنوناته، مع توجيه للكلام فى تنقيح، وتنبيه على المرام فى توضيح، وتحقيق للمسائل غب تقرير، وتدقيق للدلائل اثر تحرير، وتفسير للمقاصد بعد تمهيد، وتكثير للفوائد، مع تجريد. طاويا كشح المقال، عن الاطالة والاملال، ومتجافيا عن طرفى الاقتصاد: الاطناب والاخلال. والله الهادى الى سبيل الرشاد، والمسئول لنيل العصمة والسداد، وهو حسبى ونعم الوكيل.
(1) وان: ص
(2) فحاولت: ص